ترأس محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ، عبر تقنية المحاضرة المرئية، افتتاح لقاء رفيع المستوى نظمه المغرب والأمم المتحدة بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي لشجرة الأركان، الذي يقام هذا العام تحت شعار “الأركان.. رمز الصمود والتأقلم”. وضم اللقاء شخصيات وازنة، من بينهم، السفير الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونائبة الأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، ونائب المدير العام لأولوية إفريقيا والعلاقات الخارجية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، وممثلة منظمة الصحة العالمية بالمغرب، ونائبة المدير التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، والمديرة المساعدة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، ومديرة العلاقات الخارجية للصندوق الأخضر للمناخ.
في نسخته الثانية، تم إعلان يوم 10 ماي يوما عالميا لشجرة الأركان من طرف الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2021 بمبادرة من المملكة المغربية، وبرعاية 114 دولة عضوة.
أشار صديقي، في كلمته الافتتاحية، إلى أن هذا الإعلان الأممي يأتي تتويجا لجهود المملكة المغربية تحت التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله الرامية لحماية وتنمية هذا الموروث الطبيعي ذي الأبعاد الثقافية والسوسيو اقتصادية.
كما ذكَّر صديقي بأهم الإنجازات للعقد البرنامج المتعلق بتطوير سلسلة الأركان للفترة 2012-2020 الذي تم إطلاقه في إطار مخطط المغرب الأخضر، والذي كانت حصيلته جد إيجابية. فقد تمت إعادة تأهيل أكثر من 164000 هكتار من المجال الغابوي في إطار مقاربة تشاركية مع ذوي الحقوق، كما تم غرس 10000 هكتار من الأركان الفلاحي في المناطق الهشة، الممول بشراكة مع الصندوق الأخضر للمناخ لفائدة الفلاحة الصغيرة. بالإضافة إلى ذلك، تمت هيكلة وتنظيم سلسلة الأركان حول الفيدرالية البيمهنية.
شهدت حلقة التثمين تطورا هاما في عدد التعاونيات والوحدات العاملة في هذه السلسلة ، مسجلة رقم معاملات تجاوز مليار درهم. وفيما يتعلق بالتسويق، سجلت صادرات الأركان ارتفاعا ملحوظا في قيمتها رغم تداعيات الأزمة الصحية العالمية، علما أن قيمة صادرات الأركان بلغت ما يناهز 31 مليون دولار في سنة 2021.
فيما يتعلق بالبحث العلمي، أدى برنامج التحسين الوراثي لأصناف الأركان إلى استنباط 13 صنفا بمميزات جد عالية. ولتقاسم نتائج البحث العلمي، يتم تنظيم مؤتمر دولي للأركان كل سنتين، وهو في نسخته السادسة.
وأعلن الوزير عن انطلاق أشغال المركز الوطني للأركان بأكادير، كمنصة تشاورية وتشاركية لدعم البحث العلمي ورسملة المعارف والتعريف بهذا التراث.
وأشار إلى أنه ستتم مواصلة الجهود لدعم تنمية هذه السلسلة خلال العشرية المقبلة كجزء من تنفيذ استراتيجيات الجيل الأخضر وغابات المغرب، وذلك وفق توجيهات النموذج التنموي الجديد، من أجل مغرب مستدام، يحرص على المحافظة على موارده. وبالتالي، سيتم تعزيز هذه السلسلة في إطار عقد برنامج من الجيل الجديد، يرتكز على المحافظة على المكتسبات المحققة وضمان استدامتها، مع إيلاء أهمية قصوى للعنصر البشري باعتباره رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ومن المتوقع في أفق 2030 في إطار الاستراتيجيتين، مواصلة برنامج غرس الأركان الفلاحي بهدف غرس 50000 هكتار، وتأهيل 400000 هكتار من المجال الغابوي، ودعم تثمين الإنتاجية وإنعاش صادرات زيت الأركان، ودعم البحث العلمي، وهيكلة التنظيم المهني حول مشاريع التجميع الفلاحي، وتعزيز الفدرالية البيمهنية. ونظرا لدورها المحوري في تنمية هذه السلسلة، بصفتها رائدة النسيج التعاوني، سيتم إيلاء اهتمام خاص لإدماج المرأة في مختلف البرامج المهيكلة حتى يتسنى تحقيق تمكينها الاقتصادي.
وقد أصبحت هذه الشجرة الموروثة عن أسلافنا، والتي قاومت الظروف المناخية والعوامل البشرية، رمزا للتكيف والتأقلم، نظرا لدورها الفعال في الحد من التصحر والتعرية، وخصائصها المتميزة كنظام غابوي-رعوي وفلاحي متكامل يوفر شروط التعايش المتوازن بين الإنسان وباقي المكونات الطبيعية من غطاء نباتي وثروة حيوانية.
على هامش هذا الاحتفال، تم الافتتاح الرسمي للنسخة السادسة للمؤتمر الدولي للأركان الذي يتم تنظيمه من 10 إلى 13 مايو بأكادير، والذي يضم مجموعة كبيرة من العلماء الوطنيين والدوليين حول تقدم البحث العلمي في مجال الأركان، من أجل تنمية مستدامة وشاملة لجميع حلقات سلسلة القيمة لهذه السلسلة.