مع اقتراب عيد الأضحى، تكثر الأسئلة حول العرض بالأسواق من المواشي، والسلامة الصحية للقطيع، خاصة بالنسبة لمنطقة مثل دكالة، بامتدادها الديمغرافي والجغرافي، والتي تمتاز بمجال قروي يغطي جزء مهما من مساحتها الإجمالية.
فوفق معطيات توفرها المديرية الجهوية للفلاحة، فإن جهة الدار البيضاء -سطات تتوفر على 2.560 مليون رأس من الأغنام والماعز، تتوفر منطقة دكالة وحدها، وتضم إقليمي الجديدة وسيدي بنور، على 237.034 رأسا منها.
تبعا لهذا، تساهم عدة شروط في وفرة العرض بهذه المنطقة، منها وجود أراض مسقية توفر الكلأ بما يغطي احتياجات مربي الماشية، خاصة بنواحي الزمامرة وسيدي بنور وأولاد افرج والغربية واثنين هشتوكة، علاوة على وجود مهنيين يتعاطون تربية وتسمين الأغنام الموجهة أساسا لعيد الأضحى، ووجود أسواق كبيرة لتصريفها منها خميس الزمامرة وثلاثاء سيدي بنور وأحد أولاد افرج.
وشهدت منطقة دكالة هذه السنة بعض الصعوبات المرتبطة بارتفاع سعر الأعلاف، والذي يعود أساسا إلى عوامل ترتبط باستيراد البعض منها، إذ فوجئ مربو الأغنام، خاصة الأكباش، بارتفاع سعر الذرة التي تعتبر مكونا رئيسيا في عملية التسمين، إضافة إلى ارتفاع سعر تبن الفصة والجلبان، التي يتم الاستعانة بهما في عملية تعليف القطيع.
وحسب رأي عدد من “الكسابة” بإقليمي الجديدة وسيدي بنور، ينتظر أن يعرف سعر الأغنام المخصصة لعيد الأضحى ارتفاعا ملحوظا مقارنة مع الموسم الماضي، قد يترواح ما بين 500 و600 درهم في الرأس، مشيرين إلى أن نسبة العرض والطلب هي التي تحدد أسعار بيع الأضاحي، ناهيك عن تأثير السماسرة و”الشناقة” على هذه الأسعار، والذين يعملون على التحكم في الأسواق عبر شبكة منظمة يستعملون فيها الهواتف، وذلك بإغراق أو حجب المواشي المزمع بيعها.
وعلى مستوى الجهة ككل، فقد تم إلى غاية الثاني من يوليوز الجاري، تخصيص 1.056.476 رأس لعيد الأضحى 1442 من الأغنام والماعز، تشكل منها فصيلة الصردي 60 %، والتي تتمركز بإقليمي سطات وبرشيد.
أما في ما يخص توزيع المواشي الموجهة للذبح، فقد حصرها المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية “أونسا” في 391.464 رأس بسطات، و193.357 ببرشيد، و163.567 ببنسليمان، و120.384 بسيدي بنور، و116.650 بالجديدة، و54.586 بالدار البيضاء ومديونة والنواصر، و17.468 بالمحمدية، علما أن العدد المتوفر يفوق حاجيات الجهة بحوالي 1 مليون رأس، فيما يبقى سعر الأضاحي مستقرا وخاضعا لظروف العرض والطلب.
وتعكس وفرة العرض المؤهلات التي تزخر بها الجهة على مستوى تربية المواشي وسلسلة اللحوم الحمراء، خاصة على مستوى البنيات التحتية، حيث تتوفر على ضيعات للتسمين بما يناهز 70 %.
ومن أجل تنظيم عملية البيع، حرصت المديرية الجهوية بتنسيق مع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية على ترقيم عدد كبير من الرؤوس بوضع حلقات بلاستيكية صفراء، تحمل رقما تسلسليا بالإضافة إلى عبارة “عيد الأضحى” ومجسم رأس كبش.
وأوضح مدير المديرية الجهوية للفلاحة عبد الرحمان النايلي أن الإجراءات والترتيبات، الخاصة بمحاربة أثار الجفاف، لا سيما الدعم الذي خصصته وزارة الفلاحة والصيد البحري برسم موسم 2020 / 2021، الموجه لقطيع الأغنام والماعز والأبقار، ساهم في وفرة المنتوج الحيواني. وأضاف أن جهة الدار البيضاء -سطات، استفادت من 1.217.150 قنطار من الشعير المدعم إلى حدود شهر فبراير 2021، مشيرا إلى أن الكمية الموزعة على الفلاحين والمنتجين للأغنام، إلى غاية يونيو الماضي، وصلت إلى 917.976 قنطار عبر 10 مراكز بسعر لا يتجاوز درهمين.
وساهم هذا الدعم في الحفاظ على القطيع من جهة، واستقرار الأسعار بأسواق جهة الدار البيضاء -سطات من جهة ثانية.
وكانت الفيدرالية البيمهنية للحوم الحمراء والجمعية المغربية لمربي الأغنام والماعز، قد قامت خلال الفترة الممتدة ما بين 17 أبريل و17 يونيو 2021 بترقيم 5.8 مليون رأس من الأغنام والماعز التي يتم تسمينها للعيد، حيث عهدت وزارة الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات للفيدراليتين القيام بعملية ترقيم الأغنام والماعز المعدة لعيد الأضحى، تحت إشراف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية “أونسا”، الذي يسهر على سير عملية الترقيم.
وتدخل عملية ترقيم الأغنام والماعز المعدة للعيد، التي ما تزال متوصلة عبر التراب الوطني، في إطار إجراءات أخرى متخذة من طرف “أونسا” بدعم من وزارة الفلاحة استعدادا لعيد الأضحى.