سلط رشاد بوهلال، سفير المغرب لدى اليابان، ورئيس لجنة التجارة والاستثمار بالسلك الدبلوماسي الإفريقي في اليابان، أمس الأربعاء بطوكيو، الضوء على ريادة المغرب في مجال الأمن الغذائي، وذلك خلال أشغال المنتدى الاقتصادي الثالث اليابان-إفريقيا.
في مداخلته، خلال هذا المنتدى الذي عقد عبر تقنية الفيديو، ذكر بوهلال، بالخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال القمة الـ28 للاتحاد الإفريقي، في يناير 2017، والذي حدد بوضوح الأمن الغذائي باعتباره “التحدي الأكبر لإفريقيا”. وأبرز أن هذا التحدي يتفاقم بفعل عدة عوامل، وخاصة التغير المناخي، والأوبئة، والنمو الديمغرافي، حيث يتوقع أن يصل عدد سكان القارة إلى 2,4 مليار نسمة في عام 2050 ، ما يمثل 26 في المائة من سكان العالم. وأضاف أنه لمواجهة هذا التحدي الكبير، تتمثل رؤية جلالة الملك لإفريقيا في ضرورة الاستفادة الكاملة من إمكانات القارة لضمان أمنها الغذائي.
وقال الدبلوماسي المغربي إنه كبلد نموذجي في مجال التعاون جنوب-جنوب، قاد المغرب، وهو أكبر مصدر للفوسفاط في العالم، العديد من المبادرات الهادفة بالأساس إلى تحسين إنتاجية الفلاحة الإفريقية، مشيرا إلى أن “OCP Africa” فرع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، تلعب دورا رائدا في هذا الإطار. وأبرز بوهلال العديد من المبادرات التي أطلقتها “OCP Africa” لمواكبة القطاع الفلاحي الإفريقي، بينها مساعدة صغار الفلاحين لزيادة إنتاجهم (من خلال عدة برامج بينها OCP School Lab و Agribooster)، وتطوير البنيات التحتية الفلاحية والنهوض بالابتكار في مجال الصناعة الزراعية.
في نفس السياق، سلط الدبلوماسي المغربي الضوء على المشروع الرائد للمملكة في مجال التنمية الفلاحية والأمن الغذائي، من قبيل مركب الجرف الأصفر لإنتاج الأسمدة المخصصة بكاملها للقارة الإفريقية (أفريكا فيرتيلايزر كومبليكس)، والذي تتمثل مهمته في المساهمة في تنمية القطاع الفلاحي الإفريقي، من خلال تحسين أوضاع الفلاحين ومستوى الأمن الغذائي في القارة الإفريقية.
كما استعرض بوهلال مختلف المشاريع الإستراتيجية التي أطلقتها المملكة مع عدة بلدان إفريقية في هذا المجال، مذكرا في هذا الصدد بمشاريع إحداث مصانع للأسمدة في إثيوبيا (3,7 مليار دولار)، والغابون (2,3 مليار دولار)، ورواندا (38 مليون دولار)، ومصنع للأسمدة والأمونيا في نيجيريا (1,5 مليار دولار).
وأشار بوهلال إلى أن التزام المملكة لفائدة تحقيق الأمن الغذائي للقارة الإفريقية يمتد أيضا إلى التعاون المتعدد الأطراف، مشيرا على سبيل المثال إلى اتفاقات التعاون الثلاثي الأطراف الموقعة بين المغرب ومنظمة الأغذية والزراعة وعدة بلدان إفريقية لتعزيز قدراتها في المجال الفلاحي.