تعتبر تربية النحل، التي تمارس منذ عقود في واحات ومناطق إقليم الرشيدية، من الأنشطة المدرة للدخل وتلعب دورا هاما في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالنسبة لسكان العالم القروي.
ويوفر إقليم الرشيدية، بفضل تعدد الأنواع النباتية بالمناطق القاحلة وشبه القاحلة، إمكانات فلاحية كبيرة، لاسيما في مجال تربية النحل، مما يمنح هذا القطاع الفلاحي المحلي خصائص متميزة مقارنة بالمناطق الأخرى في المغرب.
ويتم في هذه المنطقة إنتاج نوعين أساسيين من العسل، هما عسل “السدر” وعسل “العدبة”، حيث يوصفان بكونهما منتجين مضادين للبكتيريا وللأكسدة ويساهمان في تعزيز مناعة الجسم ويتوفران على فعالية في علاج بعض الأمراض. وبالإضافة إلى دوره الأساسي في تلقيح النباتات، يضطلع قطاع تربية النحل في الرشيدية بمهام اجتماعية واقتصادية لا محيد عنها، حيث يعتمد دخل العديد من الفلاحين في المنطقة، بشكل كلي أو جزئي، على هذا النشاط الفلاحي الهام.
ومن أجل تنظيم نشاطهم بشكل أفضل وتحقيق أقصى ربح، انتظم العديد من المهتمين بمجال تربية النحل في إقليم الرشيدية في إطار تعاونيات، مثلما هو الأمر بالنسبة لتعاونية “النحلة والنخلة”.
وتهتم هذه التعاونية، ومقرها بمنطقة أوفوس، بتربية النحل وإنتاج العسل ومشتقاته، من بينها الشمع وغذاء ملكات النحل وحبوب اللقاح. وفي هذا الصدد، أكد مدير تعاونية “النحلة والنخلة”، محمد العمراني، أنه تم تأسيس هذه التعاونية في سنة 2012 بهدف توحيد جهود المهتمين بتربية النحل في جماعة أوفوس بغية تطوير هذا القطاع.
وأوضح السيد العمراني، أن أغلب أعضاء هذه التعاونية نجحوا، بعد سنوات من العمل الجاد، في جعل تربية النحل مصدرا أساسيا لدخلهم، مضيفا أنهم لم يعودوا في حاجة إلى الانخراط في نشاط آخر من أجل دعم مصادر رزقهم. وأشار إلى أن تعاونية “النحلة والنخلة”، المكونة من حوالي عشرين عضوا، توفر إنتاجا سنويا يقدر بثلاثة أطنان من العسل يتم تقاسم أرباحه بين الأعضاء.
وأوضح المراحل المختلفة لإنتاج العسل، التي تبدأ من تركيب أقراص العسل لتصل إلى التعبئة والتغليف، مذكرا بأنه يتم في يونيو وغشت من كل سنة بإقليم الرشيدية جني محصولين من العسل.
واعتبر أنه يمكن جني محصول ثالث من العسل متعدد الأزهار خلال السنوات التي يتم فيها تسجيل نسبة هامة من هطول الأمطار في المنطقة.
وأشار إلى أن النحل الأصفر الصحراوي هو النوع السائد في هذه المنطقة من المغرب، موضحا أن هذا الصنف مشهور بعدم عدوانيته، على عكس النحل الأسود والهجين، وبتكيفه مع الظروف المناخية والنباتات في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.
وخلص إلى أنه على الرغم من المناخ القاسي في المنطقة، فإن النحل الأصفر الصحراوي قادر على إنتاج كميات كبيرة من العسل.
لقد نجح قطاع تربية النحل في ترسيخ مردوديته على مستوى إقليم الرشيدية كنشاط يمكنه المساهمة في محاربة الفقر وتحقيق دخل قار بالنسبة للعديد من سكان العالم القروي بالمنطقة.
تربية النحل كرافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في العالم القروي بإقليم الراشدية
اترك تعليقا