بعد بداية اتسمت بالصعوبة، بدأت التوقعات بشأن موسم فلاحي جيد تتعزز بفضل التساقطات المطرية المهمة التي تم تسجيها منذ شهر نونبر الماضي، مما أحيى الأمل في نفوس الفلاحين الذين عانوا السنة المنصرمة من أزمة مزدوجة جراء التداعيات المرتبطة بجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19) وضعف كمية التساقطات المطرية.
ويمضي الموسم الفلاحي بشكل جيد، بالرغم من الظرفية الصحية الحالية التي أثرت على الأنشطة الفلاحية وتسببت في تراجع مداخيل الفلاحين ، وذلك بفضل المساحة المزروعة من الحبوب المقدرة بنحو 2ر4 مليون هكتار، وتخصيص 56 ألف هكتار لزراعات الخضروات، ووصول نسبة ملء السدود إلى 48 في المائة.
وسيكون لهذه الظروف المواتية تأثير إيجابي على معدل الزرع والحرث، والطلب على البذور وظروف غرس المزراعات الخريفية، بالإضافة إلى تحسين جودة المنتجات والنباتات في المناطق الرعوية.
ومن الواضح أن كل الشروط متوفرة حتى الآن لضمان نجاح الموسم الفلاحي، إلا أن دور الاستشارة الفلاحية يبقى ، مع ذلك، من الأهمية بمكان لتمكين الفلاحين، لاسيما الصغار، من الاستفادة أقصى ما يمكن من الموسم الفلاحي الحالي من أجل التخفيف من حدة الخسائر التي تكبدوها السنة الماضية.
من هذا المنطلق، تنخرط العديد من المؤسسات من بينها المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية والكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، لتأمين المواكبة الضرورية.
وأوضح المدير العام للمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، جواد بحاجي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه “تم خلال الموسم الفلاحي الحالي بذل الكثير من الجهود سواء من قبل الوزارة الوصية أو مختلف الشركاء لضمان التزويد بوسائل الإنتاج، وهيكلة مسارات توزيع البذور”.
وأضاف بحاجي أنه تم وضع برنامج للتناوب يهم الزراعات الخريفية، يشمل على الخصوص الحبوب والبقوليات والزراعات العلفية والخضروات.
وأكد بحاجي أنه للاستفادة من التساقطات المطرية الأخيرة، التي تهاطلت على مختلف جهات المملكة، وضع المكتب على غرار السنوات الماضية، برنامجا لمواكبة الفلاحين في مجالات الاستشارة والتكوين والمساعدة التقنية وتقوية القدرات، وذلك من خلال عدة آليات ومناهج، مؤكدا أن هذه المبادرة تهدف إلى تنفيذ مخطط عمل تم اعتماده سلفا.
وذكر بأن المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية يتوفر على 500 مستشار يتوزعون على مختلف جهات المملكة ويعلمون على مستوى جميع السلاسل النباتية والحيوانية والمبادرات الأفقية بمختلف مناطق المملكة.
وتابع أن المهام التي يضطلع بها المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية تتم بتعاون وثيق مع عدد من الشركاء المنخرطين في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للمكتب، وتوفر إطار متميزا وتشاركيا وتوافقيا من أجل انخراط جميع الفاعلين في تحديد الأهداف وتتبع دينامية الإنجازات.
وأكد بحاجي أن المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية طور، في هذا السياق، برامج للشراكة مع الفاعلين المؤسساتيين والمنظمات المهنية، بهدف الإسهام في تحقيق أهداف الاستراتيجية الجديدة “الجيل الأخضر 2030-2020” التي ستساهم في النهوض بالسلاسل الفلاحية.
وأضاف أن هذه السلاسل تختلف من جهة لأخرى حسب الظروف المناخية والمؤهلات الفلاحية لكل جهة، مسجلا أن المكتب اعتمد برنامجا للمواكبة والتأطير يستهدف السلاسل الأضعف.
وفي معرض تطرقه لوضعية صغار الفلاحين، أكد بحاجي أنه تم إعطاء انطلاقة العديد من المشاريع والعمليات، لاسميا في ما يتعلق بالمساعدة التقنية للقرب اعتمادا على مجموعة من الوسائل البيداغوجية، فضلا توفير مواكبة مستمرة، لحث الفلاحين على الانخراط في إطار تعاونيات لاسيما المقاولاتية.
وأشار المسؤول إلى أن الأمر يتعلق بتحسين المردودية وجودة المنتجات الفلاحية بالسوق الوطنية، وضمان استمرارية تنافسية العرض التصديري الذي يتضمن آفاقا واعدة بالنسبة للموسم الفلاحي 2021-2020، مسجلا أن الصادرات سجلت أداء جيدا خلال هذا الموسم بالرغم من السياق الدولي الصعب بسبب استمرار تفشي جائحة فيروس كورونا.
من جهتها، تواكب الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية الفلاحين بشراكة مع المديريات الجهوية للفلاحة، من أجل التزويد بالبذور المختارة والأسمدة.
كما تقوم الكونفدرالية بعمليات تحسيسية وتواصلية مع المهنيين ومواكبة الاستغلاليات الفلاحية ووحدات التثمين من أجل الحفاظ على صحة المستخدمين والفلاحين خلال فترة تفشي الجائحة.
وفي الشق المتعلق بالتمويل، أشارت الكونفدرالية إلى أن اتفاقية ثلاثية تجمعها بكل من القرض الفلاحي للمغرب ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات في طور الإعداد لتقديم الدعم من أجل مساعدة القطاع الفلاحي على الصمود.
.