في موسم بارد تميز بتساقط الثلوج بإقليم خنيفرة، يحاول صغار مربي الماشية في المناطق الجبلية، التكيف قدر الإمكان مع الثلوج التي تغطي جزءا كبيرا من مراعي العشب الطبيعية ، المصدر الرئيسي لتغذية القطيع بالمنطقة.
وفي ظل هذه الظروف، تقلصت مساحات المراعي بشكل كبير بسبب تساقط الثلوج بكثافة في الأسابيع الماضية على مرتفعات الأطلس المتوسط ، مما دفع العديد من هؤلاء المربين إلى إبقاء قطعانهم داخل الحظائر في انتظار أيام أفضل، ولكي يتمكنوا من توفير الكلأ لقطعانهم خلال فترة الحجر الصحي هذه ، ليس أمام صغار المربين هؤلاء خيار آخر سوى الاعتماد على احتياطياتهم الضئيلة، المكونة من مخلفات المحاصيل والأعلاف المزروعة.
وإدراكا منها للصعوبات التي يواجهها كل عام صغار المربين في المناطق الجبلية خلال موسم البرد القارس، وضعت الحكومة برنامج دعم محدد لتوفير العلف للماشية.
ويتم اعتماد هذا البرنامج في كل مرة شهد الموسم الفلاحي عجزا في التساقطات المطرية، مما يؤثر على أراضي البور ومحاصيل العلف اللازمة لتغطية الاحتياجات الغذائية للماشية.
ووفقا لمعطيات للمديرية الجهوية للفلاحة لبني ملال – خنيفرة ، فقد تم توزيع منتصف يناير الجاري ، ما مجموعه 693 ألفا و825 قنطارا من الشعير لصالح 167 ألف و822 كسابا ، في إطار تنفيذ البرنامج الخاص بدعم علف الماشية الذي تشرف عليه وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، حيث خصص لإقليم خنيفرة 130 ألف و910 قنطارا من الشعير المدعوم لفائدة 29 ألف و 203 كساب.
ومن أجل معالجة مشكلة تقلص المراعي وتعزيز تنمية تربية المواشي بشكل مكثف وعصري بالإقليم ، يرى بعض المزارعين أنه من الضروري توسيع المساحات المخصصة للزراعات والمحاصيل العلفية.
ولكن هذا الخيار لا يبدو واقعيا في ظل الظروف الراهنة، نظرا لسنتين متتاليتين من الجفاف حيث كانت الأمطار شحيحة وتراجعت حقينات السدود إلى مستويات مقلقة. وتحتل تربية الماشية مكانة بارزة في الأنشطة الفلاحية بإقليم خنيفرة ، الذي يزخر بمؤهلات كبيرة للإنتاج الحيواني. ويتوفر على أزيد من 1,3 مليون رأس من الماشية، منها الماعز (196 ألف و300) ، والأغنام (1,05 مليون رأس) ، والأبقار (42 ألف و800 رأس).
مربي الماشية بإقليم خنيفرة يحاولون التكيف مع المراعي الطبيعية المكسوة بالثلوج

اترك تعليقا