ثمنت ممثلة منظمة الأغذية
والزراعة للأمم المتحدة بالمغرب فلورانس رول، ببوقنادل، بالجهود المبذولة من طرف
المملكة في مجال القضاء على سوء التغذية والتقليص من معدلها.
وأوضحت رول، في كلمة بمناسبة يوم تحسيسي
نظمه المركز الدولي الحسن الثاني للتكوين في مجال البيئة ببوقنادل، بشراكة مع مكتب
منظمة الأغذية والزراعة بالمغرب، حول موضوع “العمل من أجل المستقبل.. تغذية
سليمة من أجل عالم بدون جوع”، أن المملكة استطاعت بفضل جهودها تقليص معدل سوء
التغذية بين ساكنتها إلى 3,7 في المائة، مبرزة أن هذه النسبة هي أقل من المتوسط
المسجل بين الدول ذات الدخل المتوسط.
وأبرزت المسؤولة الأممية إلى أن مظاهر سوء التغذية في
المملكة وفي العالم، تتجلى أساسا في نقص الوزن عند الولادة، وتأخر نمو الطفل،
علاوة على النقص في الحديد عند النساء، داعية إلى ضرورة تغيير سبل الإنتاج الفلاحي
وأنماط التغذية من أجل الوصول إلى تغذية سليمة ومتوازنة.
وأوضحت أن أهمية تنظيم هذا اليوم
التحسيسي، الذي يصادف ذكرى إحداث منظمة الأغذية والزراعة والاحتفاء باليوم العالمي
للتغذية، يندرج في إطار رسالة التفاهم التي تم توقيعها بتاريخ 14 أكتوبر 2016 بين
المنظمة ومؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، تتجلى في كون معدل الجوع بدأ يرتفع حول
العالم منذ 2015، بعدما كان قد سجل انخفاضا خلال العقد المنصرم، مما يدعو إلى
تظافر جهود جميع الفاعلين ورفع درجة التحسيس بأهمية القضاء على هذه الظاهرة.
من جانبه أكد مدير التعليم والتكوين والبحث بوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية
القروية والمياه والغابات، بلال الحجوجي، أن المملكة اختارت تحسين الأمن الغذائي
وتقليص سوء التغذية من خلال تطوير فلاحتها، بنهج مقاربة متكاملة تشمل، على الخصوص،
الارتقاء بالتنمية الفلاحية، وتعزيز البحث في المجال الفلاحي والتبادلات التجارية،
واعتماد برامج تغذية اجتماعية.
وأضاف الحجوجي، في كلمة مماثلة، أن المغرب
اختار تعزيز أمنه الغذائي كذلك بالعمل على رفع دخل الفئات المعوزة، وتنمية سلاسل
فلاحية تتناسب مع الخصائص الترابية للمملكة.
وبعد أن أشاد بجودة العلاقات التي تجمع المغرب ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم
المتحدة، سجل السيد الحجوجي أن المملكة تعمل مع المنظمة الأممية بشكل وثيق من أجل
دعم جهود التنمية الفلاحية في عدد من الدول الإفريقية، في إطار تعزيز التعاون
جنوب-جنوب والتنمية المستدامة في هذه الدول.
وشملت أشغال هذا اليوم التحسيسي، تنظيم مجموعة من الأنشطة والورشات المتنوعة،
لفائدة مجموعة من تلاميذ التعليم الأولي والابتدائي في المدارس المنخرطة في
برنامجي ”المدارس البيئية” و”الصحفيين الصغار من أجل البيئة”،
اللذين تشرف عليهما مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة بشراكة مع وزارة التربية
الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي. ومنذ تدشينه من طرف صاحبة
السمو الملكي الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، في يونيو
الماضي، أصبح المركز الدولي الحسن الثاني للتكوين في مجال البيئة فضاء للقاء
وتبادل الأفكار والحلول حول البيئة. وهو مركز مكرس بالكامل للتحسيس والتربية على
البيئة لفائدة جميع الفئات التي يستهدفها، والتي تشمل الأطفال والمجتمع المدني
والمقاولات والإدارات والجماعات الترابية.