تم بمناسبة الدورة الثانية “للمثمر أوبن إينوفيشن لابس” التي احتضنتها جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ببنجرير، إبراز الإسهام المشهود للمرأة والفتاة القرويتين في تنمية وتطوير العالم الفلاحي.
وعمل المكتب الشريف للفوسفاط، وعيا منه بالدور المحوري للنساء القرويات في التنمية الفلاحية، على تخليد اليوم العالمي للمرأة القروية، عبر تنظيم هذا اللقاء الذي يتناول موضوع “المرأة والفتاة القروية… شركاء محوريون لبناء نموذج تنموي فلاحي لليوم وللغد”. وعرف اللقاء حضور 550 مشاركا، ضمنهم فلاحون ونساء مقاولات وخبراء اقتصاديون، وخبراء فلاحيون، بالإضافة إلى نساء فاعلات جمعويات، وعلماء اجتماع، وباحثين، فضلا عن منظمات دولية من قبيل منظمة الأغذية والزراعة والبنك الدولي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة.
وتروم التظاهرة إرساء فضاء للتفكير قصد استجلاء الآليات الأكثر ابتكارا والرامية إلى تعزيز صمود المرأة والفتاة القروية، مع تمكينها من تقعيد رأيها في بلورة نموذج تنموي فلاحي جديد دامج وضامن لنمو مستدام. وفي كلمة بالمناسبة، قالت نائبة رئيس السوق المحلية والتنمية الفلاحية بالمكتب الشريف للفوسفاط، فتيحة شرادي، إن “المثمر أوبن إينوفيشن لابس” يشكل “مكانا مواتيا ومنفتحا لتقاسم وتبادل واقتراح حزمة من الصيغ المبتكرة والمكيفة ذوات العائد القوي” ووضعها رهن إشارة مختلف الفاعلين ولفائدة سلسلة الإنتاج، لاسيما صغار الفلاحين والفلاحات.
وأوضحت أن المكتب الشريف للفوسفاط المنخرط من أجل فلاحة مزدهرة ومستدامة إن بالمغرب أو بإفريقيا عبر حزمة من العروض والخدمات التي يشملها “المثمر”، واع بأن النمو والتنمية المستدامة لن يتحققا إلا بصيغة دامجة تشرك مختلف القوى الحية، لاسيما المرأة والفتاة القروية كرأسمال مشهود، عضدا للفلاحين. ويشكل “المثمر” برنامج تقوية كفايات يرنو إلى الإسهام في مصاحبة النساء العاملات بالعالم القروي نحو تحقيق التغيير، عبر تثمين أنشطتهن وتعزيز كفاياتهن التقنية والفلاحية والمقاولاتية، إن الفردية أو الجماعية، مع تشجيع إرساء شبكة لضمان انبثاق مبادرات جديدة موحدة ومؤثرة. وجرى عبر “المثمر”، إرساء أربع مبادرات بغية استجابة مثلى لاحتياجات المرأة القروية، أولها “وومن فارمرز بروغرام” الذي يوفر المصاحبة الفلاحية للنساء الفلاحات بمختلف أقاليم المملكة عن قرب، وثانيها “وومن كوبراتيف بروغرام” الذي يستهدف التعاونيات والجمعيات النسوية المهنية العاملة في إنتاج وتثمين المنتجات الفلاحية، وثالثها “يونغ وومن بروغرام” الذي يتخذ من النساء الشابات النشيطات بالجماعات القروية واللائي يتوفرن على حس مقاولاتي بي ن هدفا، ورابعها “وومن أغري ريتيلرز بروغرام” الذي يقترح للنساء المقاولات شعبة الأسمدة لتعزيز كفاياتهن. ولفتت السيدة شرادي إلى أن المكتب الشريف للفوسفاط يتوسل بهذه الأرضية للانكباب على إشكالات أخرى “متشعبة ومعقدة”، عبر مقاربة “مقاولاتية وتجنح نحو الإشراك” وتعبأ الخبرات اللازمة في المجال. كما أكدت أن المكتسبات التي حققتها المرأة الحضرية لا تحجب الواقع المرير التي ترزح تحته النساء القرويات اللائي يشكلن نسبة 43 بالمئة من العاملين بالقطاع الفلاحي، لتصل في بعض الجهات إلى نسبة 70 بالمئة.
وخلصت إلى ضرورة العمل سويا قصد الحد من الشروخ ومحاربة التفاوتات التي تئن تحت وطأتها المرأة القروية، حتى تنال مكانتها المستحقة. وتم خلال اللقاء تناول ثلاث تيمات رئيسية، تتعلق بـ”المرأة، القلب النابض للتنمية القروية المغربية والإفريقية”، و”المرأة القروية حارسة القيم التليدة ومنتجة القيمة المضافة.. نظرة جديدة حول التراث اللامادي المغربي/الإفريقي وتثمينه”، و”نظرة نحو المستقبل..المرأة القروية محركة التغيير والابتكار”.