- يضم الجسم المهني حاليا ما يفوق1250 مهندسا مساحا طوبوغرافيا مدرجين ضمن قائمة الهيئة الوطنية للمهندسين المساحين الطوبوغرافيين.
- حوالي 700 مقاولة لهندسة المسح الطوبوغرافي توفر عشرة آلاف منصب شغل مباشر وعشرات الآلاف من مناصب الشغل غير المباشرة.
ترأس الكاتب العام لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات السيد محمد صديقي في 21 شتنبر الجاري بالرباط يوما دراسيا حول مهنة المهندس المساح الطوبوغرافي. و كان هذا اليوم مناسبة لاستقبال المهندسين الجدد الحاصلين على دبلوم هذه الشعبة.
ويندرج هذا اليوم المنظم من طرف الهيئة الوطنية للمهندسين المساحين الطوبوغرافيين بشراكة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات و”الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح الطوبوغرافي والخرائطية”، ضمن التوجهات الكبرى لجلالة الملك محمد السادس نصره الله الرامية إلى تشجيع الكفاءات وتسهيل اندماجها. وقد أكد الخطاب الملكي لـ20 غشت الأخير على أهمية الحصول على تكوين يفتح آفاق الاندماج المهني والاستقرار الاجتماعي، وجعل من الاعتماد على المؤهلات والكفاءات العليا ركنا أساسيا في تحقيق التنمية الشاملة والمندمجة للمغرب الحديث.
ورام هذا اليوم، الذي احتفى بخريجي فوج 2019، تسليط الضوء على مهام المهندس المساح الطوبوغرافي ودوره في إنجاح السياسات القطاعية وتحقيق الأوراش الكبرى المهيكلة للبلاد. كما شكل مناسبة لتحسيس وتوعية الخريجين الجدد بواجباتهم المهنية وبالمبادئ الأخلاقية المرتبطة بممارسة المهنة.
وفي كلمته الافتتاحية، توقف محمد صديقي على منظومة التعليم العالي الفلاحي ودور مؤسسات التكوين الفلاحي في الاستجابة للمتطلبات والاحتياجات الكمية والنوعية لسوق الشغل الذي يعرف تطورا مستمرا. هذا ومع انطلاق مخطط المغرب الأخضر تم اعتماد استراتيجية وطنية للتعليم والتكوين والبحث الزراعي بهدف وضع رهن الإشارة أطرا عليا بكفاءات تمكنهم من المساهمة في إنجاح السياسات القطاعية والأوراش الكبرى المهيكلة.
ونوه السيد صديقي بالدور الذي يضطلع به معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة في تكوين المهندسين المساحين الطبوغرافيين والمجهودات التي يبذلها بخصوص تحيين مقررات التكوين والبحث وكذا التأطير وتهييئ الأطر الشابة وإدماجها في الحياة العملية.
كما نوه بالدور الهام الذي تضطلع به الهيأة الوطنية للمهندس المساح الطبوغرافي بصفتها راعية لأخلاقيات المهنة ودورها في تقنين وتدبير ممارسة المهندس المساح الطبوغرافي للمهنة. و من جهة أخرى نوه بالدور الطلائعي للوكالة الوطنية للمحافظة العقارية و المسح العقاري والخرائطية في الاستراتيجية العقارية الوطنية كدعامة في دينامية عصرنة القطاع.
من جهته، أوضح السيد خالد اليوسفي، رئيس الهيئة الوطنية للمهندسين المساحين الطوبوغرافيين، في كلمته، التي ذكّر فيها الخريجين الجدد بمسؤولياتهم الجديدة المهنية والأخلاقية والوطنية، أن المهنة تشهد زخما واسع النطاق وواعدا بالآفاق مع إرساء استراتيجية “رؤية جديدة من أجل عهد جديد للهيئة الوطنية للمهندسين المساحين الطوبوغرافيين” المعتمدة من طرف الهيئة في أكتوبر 2016، والتي أسفرت عن عقد وتقوية شراكات فعالة مع مجموعة من المؤسسات الوطنية والدولية، منها على وجه الخصوص، التعاون الحيوي والبناء مع “الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية”.
مهمة المرفق العام ومجال واسع للتدخل
تشكل الهيئة الوطنية للمهندسين المساحين الطوبوغرافيين، بوصفها فاعلا أساسيا في التنمية وتثمين المجال، قوة اقتراحية ومرجعا في ميدان العقار وفي إعداد وتفسير المعطيات الجيو-فضائية، وفي احترام القانون والمعايير. ويمتد نطاق عملها من إعداد الدراسات والإجراءات التمهيدية إلى استكمال المشاريع. وتعتبر الهيئة مساهما أساسيا في العديد من القطاعات مثل الفلاحة، والتجهيز، والنقل، والإسكان، والتعمير وإعداد التراب.
ويضم هذا الجسم المهني حاليا أكثر من 1250 مهندسا مساحا طوبوغرافيا، مدرجين ضمن قائمة الهيئة، الذين شاركوا بطريقة إيجابية، في المجهود الوطني للتنمية الشاملة، الذي تديره البلاد منذ تربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على العرش. كما يتدخل هذا الجسم المهني في مراكز التنافسية، بداية من مخطط المغرب الأخضر والورش الكبير لتعميم التسجيل العقاري، لكن أيضا في المشاريع الكبرى المهيكلة مثل مركّب الطاقة الشمسية الحرارية “نور ورزازات”، وميناء طنجة المتوسط.
وتعد المهنة حوالي 700 مقاولة لهندسة المسح الطوبوغرافي، ورأسمالا استثماريا يناهز 75 مليون درهم سنويا ويوفر 10000 منصب شغل مباشر وعشرات الآلاف من مناصب الشغل غير المباشرة.
وجدير بالذكر أن هذا الحدث، الذي يندرج ضمن جدول أولويات رئاسة الهيئة المنتخبة عام 2016، يصادف الاحتفال بالذكرى 25 لإنشاء “الهيئة الوطنية للمهندسين المساحين الطوبوغرافيين” عام 1994. وتعتبر هذه الهيئة، التي أنشئت بموجب قانون 30.93، الممثل الرسمي والقانوني للمهنة على المستويين الوطني والدولي، ويعود لها اختصاص تنظيم وتسيير وضبط مهنة المهندس المساح الطوبوغرافي.
وقد عرف هذا اللقاء مشاركة مهنيين ومسؤولين وممثلي مختلف المصالح الوزارية والمؤسسات الوطنية، منها قطاع الداخلية والإسكان والتعمير والعدل والتجهيز.