تسعى جهة العيون الساقية الحمراء إلى أن تصبح فاعلا أساسيا في سوق تربية الابل الذي يعول عليه كثيرا للنهوض بالقطاع الفلاحي، وتراهن هذه الجهة على هذا القطاع المرتبط ارتباطا وثيقا بالمجال الصحراوي، للنهوض بسلاسل الحليب أو اللحوم .
فضلا عن كونه تراثا ثقافيا صحراويا، يساهم نشاط تربية الإبل بشكل كبير في الدينامية الاقتصادية والاجتماعية ويساهم في تثمين القطاع الفلاحي بالجهة.
مخطط المغرب الاخضر
ويمثل هذا القطاع الذي يساهم في انتاج الحليب واللحوم والجلد والصوف رمزا للفلاحة المغربية حيث أضحى بفضل مخطط المغرب الاخضر ينتشر بشكل واسع ويتطور بشكل سريع وأصبح يتوفر على كل المقومات لولوج الأسواق العالمية.
وتعود قوة نشاط تربية الإبل، التي يصل عددها الى حوالي 105 ألف رأسا، بجهة العيون الساقية الحمراء لتأقلمه مع المناخ الصحراوي وحاجياته من مياه الشرب العميقة دون إغفال المراعي الشاسعة التي تقدر ب 9 مليون هكتار أي 45 في المائة من المساحة الاجمالية بالجهة.
المديرية الجهوي للفلاحة
وبالمناسبة قال المدير الجهوي للفلاحة سعيد اقريال “إن قطاع تربية الابل يمكن تطويره عبر تثمين الحليب وتنويع منتجاته ( الحليب المبستر – الجبن الطري – الزبادي ومسحوق الحليب )، مشيرا الى أن هناك إرادة سياسية قوية لتثمين هذا القطاع، وأكد على أن هذا القطاع يواجه عددا من الصعوبات منها تسويق المنتجات بالأسواق المحلية، نظرا لمجموعة من العوامل الاجتماعية والثقافية المتعلقة بعادات التغذية لدى الساكنة .
ووضح أقريال أنه يواجه أيضا صعوبة تجميع الحليب بسبب تنقلات القطيع الى جانب ضعف جودة الحليب الذي يتم تجميعه ، بسبب ظروف حلب الإبل والاسطبلات غير المناسبة ووسائل استخراج الحليب، مبرزا أن هذه الوضعية تفرض وقت محدد لتسويق المنتوجات بالأسواق الوطنية بالإضافة الى صعوبات الوصول الى الأسوق بشمال المملكة.
وبهدف تجاوز هذه المشاكل والنهوض بهذا القطاع، أبرز أقريال أن الوزارة خصصت غلافا ماليا في اطار مخطط المغرب الاخضر لتنمية تربية الابل وتحسين الانتاج في افق 2020.
ووفق المسؤول فان المديرية الجهوية للفلاحة برمجت في إطار البرنامج الجهوي للفلاحة 7 مشاريع باستثمارات مالية تقدر ب 722 مليون و 500 الف درهم، ومشروعين أفقيين لتحسين المراعي بغلاف مالي يقدر ب 218 مليون درهم ، وتخصيص 8 مليون درهم لتأهيل مجزرة العيون وخلق سوق للمواشي بمدينة العيون.
وانطلقت هذه المشاريع تعطي أكلها بارتفاع الانتاج وتحسين جودة المنتوجات خصوصا انتاج حليب الابل الذي يمثل الانتاج المهم بالجهة ، حيث سجل ارتفاعا بنسبة 207 في المائة خلال 10 سنوات وبلغ 54 ألف و 647 طن سنة 2018 ، مقابل 17 ألف و 770 سنة 2008 محققا رقم معاملات يقدر ب 328 مليون درهم، ويصل عدد رؤوس الابل المنتجة التي توفر الحليب الى 50 ألف و 705 رأسا والتي شملها منذ سنة 2009 برنامج التنمية، الذي مكن من توفير وحدة لتثمين والرفع من الانتاج بجهة العيون الساقية الحمراء، ليصل الى 8 طن في اليوم ، وخلق 4 مراكز لجمع الحليب، وتجهيز 85 هكتارا مسقية بوسائل السقي بالتنقيط.
واستفادت سلسلة لحوم الابل بدورها من هذه الدينامية بإنتاج انتقل من 912 طن سنة 2008 الى 1570 طن سنة 2018 (+ 72 في المائة ) وضاعفت هذه السلسة رقم معاملاتها لتستقر في 94 مليون درهم مع مساهمتها في خلق عدد كبير من أيام العمل، وتحققت هذه النتائج الايجابية في سلسلة لحوم الابل بفضل الاعلاف التي ييستفيد منها مربو الابل بالمجان، من خلال توسيع المراعي بهذه الجهة التي تم تحسينها بمشاريع أفقية انطلقت سنة 2015.
فرصة الشغل في المجال الفلاحي
ووفرت تربية الابل السنة الماضي رقم معاملات وصل الى 422 مليون درهم ، وقيمة مضافة بلغت 234 مليون درهم، هذا فضلا عن توفير 5040 فرصة للشغل.
وتندرج هذه التطورات في أطار سياسة التنمية المستدامة، التي تعكس السياسات العمومية الجيدة الهادفة الى جعل تربية الابل قاطرة لتنمية الاقتصاد بالجهة ، بفضل النموذج التنموي الجديد للاقاليم الجنوبية الذي يطمح الى تحويل هذه المنطقة الى قطب اقتصادي رائد على الصعيدين الوطني والجهوي ومركزا تجاريا بين أوروبا وافريقيا