تعد الدورة ال 14 للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، التي تقام من 16 إلى 21 أبريل الجاري حول موضوع “الفلاحة، رافعة لخلق مناصب الشغل ومستقبل العالم القروي”، فضاء لتلاقي المبادرات لفائدة العالم القروي.
ويضع هذا المعرض، المنظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، والذي يظل وفيا لمهمته المتمثلة في مواكبة وتطوير قطاع الفلاحة المغربي، موضوع التشغيل في العالم لقروي في صلب النقاش خلال مختلف اللقاءات العلمية والندوات، كما يعد فضاء للنقاش يجمع بين مختصين قادمين من جميع أنحاء العالم لإغناء النقاش حول القضايا المتعلقة بالفلاحة والتشغيل في العالم القروي، سواء على المستوى العلمي أو التجاري.
واستلهم موضوع هذه الدورة، وفقا للمنظمين، من الخطاب الملكي الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في افتتاح الدورة البرلمانية يوم 12 أكتوبر 2018، والذي دعا فيه جلالته إلى “تعزيز المكاسب المحققة في الميدان الفلاحي، وخلق المزيد من فرص الشغل والدخل، وخاصة لفائدة الشباب القروي”.
ويمكن للفلاحة الوطنية أن تفخر بتحقيق مكتسبات جدية منذ انطلاق مخطط المغرب الأخضر في سنة 2008، حيث بلغ الناتج الخام الداخي الفلاحي 125 مليار درهم، مسجلا زيادة بنسبة 60 في المائة خلال هذه الفترة، كما تمت تعبئة وسائل كبيرة في سبيل تحقيق هذا الهدف، خاصة بفضل الانخراط الكبير لكل الفاعلين من القطاعين العام والخاص.
كما مكن مخطط المغرب الأخضر من إعطاء أجوبة ملموسة عى الإشكالية العالمية المتعلقة بتزايد ندرة الموارد المائية، وهو المشكل الذي يضرب بشكل خاص منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط والقارة الإفريقية عموما. ومن بين هذه الإجابات، برنامج النشر التدريجي لنظام الري الموضعي، والذي سيغطي 38 في المائة من المساحات المسقية عى الصعيد الوطني مع نهاية 2019. وبرهن هذا النظام عن نجاعته وفعاليته، إذ مكن المغرب من مضاعفة إنتاجه الزراعي ثلاث مرات عبر تعبئة نصف الموارد المائية المستهلكة، كما يتبين ذلك بالمقارنة مع المؤشرات المسجلة قبل انطلاق مخطط المغرب الأخضر.
وما وراء أهميتها في التدبير الفعال للموارد المائية، فإن الزراعة المسقية تكتسي أيضا أهمية كبيرة كرافعة سوسيو- اقتصادية، فمن الممكن أن تبلغ حصتها 75 في المائة خلال المواسم التي تسجل مستويات ضعيفة من التساقطات.
كما أن الزراعة المسقية تضمن 50 في المائة من فرص الشغل في العالم القروي، الشيء الذي يؤشر على الوقع الإيجابي للتكنولوجيا الزراعية في مجال خلق فرص الشغل بالقطاع في انسجام مع الموضوع المحوري لهذه الدورة. ويتميز سيام 2019 أيضا بنبرة علمية قوية، خاصة عبر برنامج حافل بعشرات المحاضرات والندوات والملتقيات التي ينشطها متدخلون رفيعو المستوى من المغرب والخارج، كما يتفرد المعرض بمكانته كبوتقة للمعرفة والخبرة والتبادل حول الإشكاليات الأساسية للفلاحة في القرن الواحد والعشرين.
وكفضاء للعرض والتلاقح والتبادل بين جميع مهنيي القطاع، يقوم المعرض كذلك بدور محفز للشراكات المثمرة، فهو بكل المقاييس عبارة عن مركز تجاري بالنسبة للفلاحين المغاربة والأفارقة والدوليين.
ويقترح المعرض في دورته 14 برنامجا غنيا وممتعا من حيث الترفيه والتنشيط، خاصة مع تنظيم المسابقة التقليدية للأجناس الحيوانية في قطب تربية المواشي، إلى جانب عروض الفروسية ومختلف التظاهرت الثقافية التي تزخر بها مدينة مكناس خلال هذه الفترة.
كما تتميز دورة 2019 بالإقبال الملحوظ، مع مشاركة 240 عارضا دوليا، قادمين من 61 دولة من القارات الخمس، بما يشهد عى الإشعاع الذي اكتسبه المعرض كأول معرض فلاحي في إفريقيا وأحد أهم الملتقيات الفلاحية على الصعيد العالمي. وتؤكد ذلك أهمية المشاركة الإفريقية، إذ تمثل الدول الإفريقية ثلث عدد العارضن الدولين المشاركين في هذه الدورة، كما أن مصداقية المعرض مكنت هذه السنة جلب عدد متزايد من الدول الآسيوية، والتي تعززت مشاركتها تدريجيا سنة بعد أخرى لتصل في هذه الدورة إلى 12 دولة.
/ع ه