شهد اليوم الثاني من فعاليات الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس في نسخته 14، والذي جاء بشعار الفلاحة، كرافعة لخلق مناصب الشغل، ومستقبل العالم القروي. إجراء مجموعة من الندوات العلمية، التي احتضنتها قاعتي الزيتونة وأركانة، افتتح أشغال الندوة وزير الفلاحة والصيد البحري، “عزيز أخنوش” الذي أكد في كلمته على ضرورة تشجيع الشباب على انتاج مقاولات صغرى في قطاع الفلاحة وإدماج المرأة القروية في التكوين والانخراط في تعاونيات مختلفة وذلك بهدف تطوير هذا القطاع وتنشيط الاقتصاد المغربي حيث أن الفلاحة تعتبر داعما أساسيا لهذا الأخير.
في السياق نفسه وضح الكاتب العام لوزارة الفلاحة الألماني “ويلي كامب مان” أن السبب وراء تطور الفلاحة الألمانية وخصوصا التعاونيات يتركز أساسا على الشراكات مع الفاعلين من مختلف اقطار العالم، خاصة فيما يتعلق بقطاع الحليب. ونوه الكاتب العام الألماني بالقطاع الفلاحي المغربي الذي يشهد تطورا ملحوظا مضيفا ان تكوين الشباب بالاعتماد على آليات متطورة واستعمال ما هو تطبيقي أكثر من النظري هو سر كل مقاولة صغيرة حديثة النشأة.
وفي مداخلة ثالثة للسيد صلاح الدين يخلف عن المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، قدم مجموعة من الأرقام والاحصائيات عن عدد التعاونيات الوطنية التي شهدت تطورا منذ انطلاق مخطط المغرب الأخضر حيث ازداد عدد التعاونيات من 3000 تعاونية إلى 14000 تعاونية وتجمع وطني كان لنساء العالم القروي نسبة لا بأس بها قدرت ب 30 بالمئة.
كما ثمن مجهودات وزارة الفلاحة والمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية للاستثمار للاهتمام بالشباب وتوجيه استراتيجية مخطط المغرب الأخضر من أجل شباب العالم القروي.
و قدم السيد “لويس دياز”، عن منظمة “الفاو”، نبذة عن مجموعة من التجارب الرائدة لعدد من التعاونيات عبر العالم، والتي أصبحت ذات صيت عالمي وحققت مداخيل مهمة، كالتجربة الفرنسية والاستونية. والمأمول أن تستفيد التعاونيات المغربية من هذه التجارب الرائدة.
وفي إطار مخطط المغرب الأخضر تقدم السيد مصطفى بلفقيه ممثل المعهد العالي لمهن اللحوم الحمراء بإعطاء كلمة حول المشاكل التي يعرفها قطاع تشغيل فئة الشباب في هذا المجال، وهو الامر الذي أكدت عليه السيدة أرمال أرنولد بأن التكوين في قطاع اللحوم الحمراء يستوجب الحصول على شهادة من طرف مختصين ومهنيين في القطاع، وأضافت أن هذا القطاع في تطور مستمر ويحتاج بشكل خاص إلى طاقات شابة للاستمرار فيه.
في حين تطرقت محجوبة اشكير عن وكالة التنمية الفلاحية في مداخلتها الى محورين اساسين، الأول كان عبارة عن نظرة شمولية حول مخطط المغرب الأخضر الذي اعطى أولوية الى المنتوجات المجالية وذلك لتنوع المنتوج المغربي ووفرة الشباب المهتمين بالمجال وإضافة إلى الخبرة في التسويق. كما أشارت أيضا الى أهداف المخطط الأخضر الذي قسمته الى نقطتين أساسيتين، الأولى تتجلى في الاشتغال على المواد والمنتوجات المحلية التي تحظى بإعجاب جميع الاذواق. بينما تتمحور النقطة الثانية حول إيجاد وسائل الولوج الى الأسواق واستثمار المنتج.
المحور الثاني كان نظرة شمولية حول وكالة التنمية الفلاحية والشراكة التي قامت بها مع وزارة الفلاحة بهدف انشاء منصات بالنسبة للتمور والمنتجات المحلية الأخرى. كما أعلنت عن افتتاح منصتين الأولى بالحسيمة والثانية بمكناس مع التخطيط الى إنشاء فروع أخرى.
وفي الأخير تم تقديم بعض التجارب الناجحة لتعاونيات وطنية استفادت من دعم وزارة الفلاحة في مجال التكوين والاستثمار كجمعية أركان بسوس، وجمعية انتاج العسل نواحي الحاجب، وتعاونية ادريس مغارة لغرس الزيتون تربية النحل عين جمعة.