مع توديع سنة 2018 التي كانت مليئة برحلات كثيرة في ربوع المملكة، كانت مدينة قلعة السراغنة هي المحطة الأولى في سنة 2019، عبر سوقها الأسبوعي “إثنين قلعة السراغنة” في إطار الجولات التي تقوم بها إذاعة مدينة إف إم في عدد من الأسواق الأسبوعية الوطنية،
هذا السوق الأسبوعي الذي يعتبر من بين أهم الأسواق على صعيد جهة مراكش أسفي، بحيث تبلغ مساحته حوالي 17 هكتار، ومعروف بعرض الماشية المحلية والتي تربى في المنطقة، ويشمل السوق أيضا فضاء لبيع الخضر، التي تأتي من المناطق المجاورة للجهة .
فحاضرة الإقليم ٬ قلعة السراغنة مازالت تعرف بسوقها الذي كان ينعقد في السابق أيام الجمعة ٬ قبل أن يتحول اليوم الى سوق الإثنين ٬ وتتوفر مدينة تملالت على سوقها المعروف بسوق الثلاثاء ومنطقة بني عامر بسوق الأربعاء وسوق الخميس ببلدية العطاوية وسوق الجمعة بلعرارشة وسوق السبت بلوناسدة وسوق الأحد بصنهاجة. كما أن هناك أسواق أخرى تحمل أسماء هذه الأيام لكنها تتواجد في مناطق متباعدة ربما كان القصد من تباعدها ٬ من حيث توقيت تنظيمها ٬ يروم قبل كل شيء عدم تأثير هذه الأسواق على بعضها وفي الوقت ذاته تأمين التموينات الضرورية للساكنة المجاورة علما بأن بعضها يمتاز عن بعض بخصوص منتوج معين. ومن هنا ترسخ لدى الأهالي الإعتقاد بأن توفر القبيلة على سوقها الأسبوعي ٬ يعني أنها ذات حظوة ومكانة خاصة ذلك أن الأسواق لا تقام حسب العرف القديم ٬
يلاحظ أن تقاليد البداوة بمعناها الإيجابي والأصيل لازالت قائمة في جل أوساطها ٬ انطلاقا من كبار التجار الذين يبادرون الى إغلاق محلاتهم حتى لا يفوتون فرصة عرض سلعهم تحت الخيام في بعض هذه الأسواق ومرورا بالموظفين و”الفراشين ” وصولا الى المزارعين والمنتجين والكسابين. وفي هذا السياق أكد واحد من هؤلاء التجار في تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء من سوق الإثنين الأسبوعي ٬ وهو من كبريات أسواق إقليم قلعة السراغنة ٬ أن من أكبر مزايا هذه الأسواق تكمن في التعامل نقدا مما يوفر للتاجر سيولة مالية لا يوفرها في باقي أيام الأسبوع داخل متجره.
فيما يتعلق بطبيعة وتشابه هذه الأسواق يرى بعض المنتجين أنه قد آن الأوان لتنظيمها بطرق حديثة في اتجاه التخصص وتحقيق التكامل حسب طبيعة المناطق ٬ حتى تبقى كل منطقة تحافظ على خصوصيتها في مجالات الحبوب والزيتون والماشية وغيرها من المنتوجات المرتبطة بها مع تمكين هذه الأسواق من المرافق الضرورية والتجهيزات اللازمة لضمان جودة المعروضات وتطويرها.
يتوفر إقليم قلعة السراغنة على مؤهلات تنموية مشجعة، خصوصا في قطاع الفلاحة وتربية الماشية وبعض الصناعات التقليدية، إلا أن هذه المؤهلات لم تستغل بشكل إيجابي، في غياب مخططات تتناسب وواقع السكان، فضلا عن عجز المسؤولين عن صياغة برامج حقيقية وهادفة، وابتكار مشاريع تنموية تأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات المحلية، وتهدف على المدى القريب إلى تغيير واقع الحال بشكل ملموس.
وتعتبر منطقة قلعة السراغنة نواة أساسية لفلاحة جهة مراكش تانسيفت الحوز، انطلاقا من مؤهلاتها البشرية والفلاحية الوافرة ومستوى تجهيزاتها السقوية، إذ تساهم بقسط كبير في أهداف ومشاريع المخطط الجهوي بنسبة 36 في المائة من عدد مشاريع سلاسل الإنتاج و56 في المائة من حجم الاستثمارات.
وحظيت هذه المنطقة بـ58 مشروعا استثماريا إجماليا ضمن مشاريع المخطط بما يصل عند إتمام إنجازها 6,3 ملايير درهم، مع توقيع 11 اتفاقية للتجميع من طرف مجمعين نموذجيين، تضم نحو 22 ألف فلاح صغير ومتوسط.
ويعد قطاع الحبوب من القطاعات الفلاحية الأساسية خاصة في المناطق البورية، التي ترتبط جودة محاصيلها بالمواسم الممطرة، وفي مجال تربية المواشي يتوفر الإقليم ورؤؤس من الأغنام، ومن الأبقارو الماعز، والإبل. كما ينتج الإقليم من اللحوم الحمراء ما يفوق 7560 طنا و6685 من اللحوم البيضاء و150 ألف طن من الحليب، ويعد بذلك من المناطق الرائدة في إنتاج اللحوم والألبان على الصعيدين الجهوي والوطني.
وكما جرت العادة كان لنا لقاء مع ممثل الوكالة العقارية للمحافظة العقارية بقلعة السراغنة، الأمر يتعلق بالسيد بوسلامة فؤاد محافظ مكلف بالتحفيظ بالمنطقة.