يعرف قطاع الفلاحة تطورا حثيثا بجهة الرباط سلا القنطيرة ، وذلك بفضل الانطلاقة الجيدة للموسم الفلاحي 2018 – 2019، نتيجة التساقطات المطرية المهمة التي عرفتها الجهة، إلى جانب اتخاذ حزمة من الإجراءات التي تدمج مختلف الفاعلين في القطاع بالجهة.
وتشكل الظروف المناخية الملائمة عاملا حاسما في هذا الإطار، وذلك بفضل تراكم بلغ 282 ملمتر إلى غاية 17 دجنبر، في مقابل 91 ملمتر خلال الفترة ذاتها من الموسم الفلاحي الماضي، مما يتيح وتيرة زراعية مستدامة.
هذا الاتجاه يعزز معدل إنجاز برامج البذر، الذي بلغ في الفترة نفسها 94 بالمائة، من خلال مساحة مزروعة تقدر ب623 ألف و998 هكتار، 482 ألف و500 هكتار منها من الحبوب الخريفية (97 بالمائة من البرنامج)، في مقابل 465 ألف و153 هكتار خلال الفترة ذاتها من الموسم الفلاحي المنصرم (356 ألف و905 هكتار من الحبوب الخريفية)، وذلك حسب أرقام للمديرية الجهوية للفلاحة بجهة الرباط سلا القنيطرة، مسجلة أن معدل إنجاز برامج بذر الزراعات الكلئية والشمندر السكري والحبوب بلغ على التوالي 107 و93 و97 بالمائة.
ومن أجل ضمان السير الجيد لهذا الموسم الفلاحي، اتخذت المديرية الجهوية للفلاحة بجهة الرباط – سلا – القنيطرة، بتشاور مع الغرفة الجهوية للفلاحة والهيئات البيمهنية، وبتنسيق مع أعضاء اللجنة الجهوية للتنسيق بالجهة، كافة التدابير والإجراءات الضرورية لفائدة فلاحي الجهة.
وبهدف الرقي بالقطاع الفلاحي، تم وضع برنامج يتضمن بذر 500 ألف هكتار من الحبوب (القمح الطري والصلب والشعير)، و54 ألف هكتار من البقوليات الغذائية، و94 ألف هكتار من الزراعات الكلئية الخريفية، و16 ألف هكتار من الشمندر السكري و3300 هكتار من قصب السكر،كما تم وضع مدخلات ذات جودة وبكميات كافية رهن إشارة الفلاحين، منها 222 ألف و300 قنطار من البذور المختارة الموجهة لزراعة الحبوب مع أسعار بيع محفزة و240 ألف قنطار من الأسمدة.
وتشمل هذه الإجراءات أيضا، حسب المصدر نفسه، تحسيس الفلاحين بأهمية الانخراط في التأمين ضد الأخطار المناخية في زراعة الحبوب والبقوليات والمزروعات الزيتية وتنظيم حملات تحسيسية بخصوص التقنيات الملائمة لكل زراعة وبأهمية تحليل التربة.
من جانب أخر، تواصل خلال سنة 2018 تنفيذ البرنامج الوطني للاقتصاد في استخدام مياه الري، من خلال برمجة تجهيز الاستغلاليات بنظام السقي بالتنقيط، واستكمال أشغال تحديث شبكة الري من أجل انتقال جماعي نحو نظام للسقي الموضعي، وبالنظر للمكانة المتميزة للمنتوجات المجالية في مخطط المغرب الأخضر، فإن المديرية الجهوية للفلاحة قامت بعدة إجراءات ميدانية ومالية من أجل دعم وتقديم المساعدة التقنية اللازمة للتجمعات المنتجة، بهدف تطوير وتثمين المنتجات المجالية في شروط تساير المعايير المنصوص عليها في القوانين المؤطرة،ووفق المديرية الجهوية، فقد تمت تهيئة وتأهيل أربعة مراكز لتثمين المنتجات المجالية وتجهيزها بتجهيزات الإنتاج ومستلزمات تحضير المنتج النهائي الموجه للأسواق.
من جهة أخرى، فإن تنوع الموروث الثقافي والغنى الكبير من حيث التنوع البيولوجي، والذي يعكسه تعدد الأنظمة البيئية، يجعلان من جهة الرباط سلا القنيطرة واجهة غنية بالمنتجات المجالية، ومنها على الخصوص العسل الذي يمثل إنتاج الجهة منه 50 بالمائة من الانتاج الوطني وأزيد من 17 نوعا من الكسكس والفول السوداني والنباتات العطرية والطبية كالخزامى والبابونج، وغيرها من النباتات والفواكه واللحوم.