في لقاء نظم مساء أمس بأسا (إقليم أسا الزاك) دعا مشاركون إلى توحيد وتظافر جهود كل الفاعلين والمتدخلين في قطاعات البيئة والفلاحة والتنمية المستدامة من أجل تأهيل المجال الواحي وتثمينه.
في الحفل الافتتاحي للملتقى الدولي الخامس حول الواحات الذي ينظمه مركز الشباب الصحراوي للإبداع الاجتماعي على مدى ثلاثة أيام، تحت شعار “الواحات وأهداف التنمية المستدامة بدول الشمال الإفريقي والساحل والصحراء”، وأبرز أهمية العناية بالجوانب البيئية والاقتصادية والثقافية لهذه الواحات باعتبارها ركائز أساسية لتحقيق تنمية محلية مستدامة.
وفي نفس السياق أكد الكاتب العام لوزارة الثقافة (قطاع الثقافة)، عبد الإله عفيفي، أن تحقيق تنمية مستدامة متوازنة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي بالواحات يتطلب وضع آليات متنوعة للحفاظ عليها تأهيلا وتثمينا، وإنقاذها من المخاطر البيئية والبشرية التي تهددها باستمرار، وذلك لما تكتنزه من تراث ومشاهد وثروات تشكل جزءا لا يتجزأ من برامج التنمية المحلية.
ودعا عفيفي الى إيلاء عناية خاصة للإرث التاريخي المتميز بإقليم أسا الزاك، الذي يتوفر على مجموعة من المعالم التاريخية والمواقع الأثرية والواحات، بما فيها قصر آسا وزاويته الذي يعتبر من أهم المشاهد الثقافية بمنطقة درعة السفلى.
من جانبه اعتبر عامل الإقليم، يوسف خير، أن الحاجة أضحت ملحة لمخططات مندمجة ومستدامة تتجاوز المقاربة القطاعية، وتكون قادرة على توحيد الجهود وضمان التقائية جميع الفاعلين في المجال وتعبئة جهود كافة المتدخلين من أجل انقاد الواحات .
واعتبر السيد خير أن “التحدي الحقيقي” لتنمية الواحات وتأهيلها، مرتبط بالجانب الاقتصادي عبر تحديد وخلق الأنشطة التي يمكن تنميتها في هذه المجالات الهشة، مشددا على أن هذه الأنشطة يجب أن ترتكز على الفلاحة باعتبارها النشاط الأساسي بهذه المجالات .
وحث على ضرورة تطوير هذه الفلاحة وتثمينها كقطاع قادر على جلب الاستثمارات لخلق فرص بديلة وتنمية اقتصاد اجتماعي وتضامني يثمن المؤهلات المحلية ويؤثر إيجابا على دخل ووضعية الساكنة.
وبالمناسبة دعا الى تطوير أنشطة أخرى منها السياحة المستدامة المسئولة، التي ستشكل رافعة للتنمية المحلية وجسرا للتواصل بين سكان الواحات وباقي الشعوب والحضارات .
من جانبه، اعتبر رئيس مركز الشباب الصحراوي للإبداع الاجتماعي، بوجمعة بوتوميت، أن هذا الملتقى يعد فرصة لفتح نقاش حول الاشكالات المرتبطة بالمجالات الواحية، وذلك بغية بلورة رؤية واضحة واقتراحات جدية للنهوض بها وتثمينها ، والرفع من مستوى الوعي لدى ساكنتها ولدى المجتمع المدني الفاعل في هذا المجال ، وكذا الانفتاح على تجارب بلدان أخرى لاسيما منها الافريقية.
وركزت المداخلات الأخرى على الجوانب الحقوقية لموضوع تأهيل الواحات، وأهمية الحفاظ على الوشائج الاجتماعية بهذه المجالات الهشة، على اعتبار أن الحق في البيئة والتنمية حق من حقوق الانسان .
وتم على هامش هذا الملتقى، توقيع إصدارين للمركز، الأول تحت عنوان “إشكالية الماء والتغيرات المناخية بواحات المغرب الصحراوي” والثاني حول “التنمية بالمجالات الواحية : التحديات الاقتصادية والمجالية وسبل رفعها”.
كما تم توقيع اتفاقية شراكة بين منتدى الجنوب للصحافة والإعلام ومركز الشباب الصحراوي للإبداع الاجتماعي.
وتتواصل أشغال الملتقى بسلسلة من الندوات العلمية حول “التحديات الاقتصادية والمجالية بالواحات الهامشية وسبل رفعها”، و”البدائل التنموية المتاحة بواحات بلدان شمال افريقيا والساحل والصحراء، الإكراهات والآفاق”.