أكد مشاركون في جلسة نظمت أمس بمراكش في إطار الدورة الثامنة لقمة منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية “أفريسيتي 2018 “، أن الفلاحة الحضرية يمكنها أن تشكل وسيلة لإدماج الشباب بإفريقيا ، وللمساهمة في ضمان الامن الغذائي .
واعتبر المتدخلون خلال الجلسة المنظمة حول موضوع ” الأنظمة الغذائية المستدامة .. رهان بالنسبة للمدن والجماعات المحلية بإفريقيا “، أن تحقيق هذه الغاية يمر أساسا عبر بلورة استراتيجيات خاصة بالحدائق الصغيرة.
وتوقفوا أيضا عند جوانب تتعلق بالتحولات التي تشهدها القارة، في ضوء الانفجار الديمغرافي الذي تشهده، وانتشار أحياء الصفيح والعنف والبطالة والفقر والمخاطر الصحية ، ودعوا في هذا السياق إلى إدماج قضايا الأمن الغذائي والتغذية ضمن مخططات التنمية الحضرية .
ونبهوا إلى أن القارة الإفريقية، هي في حاجة إلى” معركة تنموية ” من أجل ضمان الأمن الغذائي، وتوفير مواد غذائية بالنسبة للجميع، وتحقيق التنمية المستدامة .
في نفس السياق، اعتبر المشاركون أن الغاية من هذه العملية تكمن في تحقيق الأمن الغذائي وضمان إنتاجية تحترم البيئة، وإحداث فرص الشغل وخفض معدلات الفقر، والرفع من القيمة المضافة والتنمية المستدامة بالقارة الإفريقية ، مبرزين الحاجة إلى تضافر جهود مختلف المتدخلين في سلسلة قيمة المنتجات الفلاحية ” المنتجون ، أرباب شركات النقل ، ومقاولات الصناعة التحويلية ” ، وأيضا السلطات المركزية والمحلية .
وفي نفس الصدد، تم التوقف عند التجارب المتعلقة بالحدائق الصغيرة بعدد من مدن القارة منها دكار ( السينغال ) ، وبرازافيل ( جمهورية الكونغو )، وبرايا ( الرأس الأخضر ) ، ونيروبي ( كينيا) ، والتي مكنت النساء والشباب من التوفر على مصادر دخل إضافية، وفرص الشغل ، والأهم من ذلك هو ربح مساحة على حساب الأمراض التي تدمر الصحة ، وذلك بفضل التوفر على أغذية خالية من المواد الكيماوية .
وأشاروا إلى أن الحدائق الصغيرة ، التي تتطلب قليلا من المياه ، هي بالأساس استراتيجية لتحقيق الاستقلال بالنسبة للفئات المعوزة ، خاصة النساء .
وكانت أشغال الدورة الثامنة لقمة منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية “أفريسيتي”، انطلقت بمشاركة أزيد من 3 آلاف منتخب من مختلف البلدان الافريقية، لمناقشة موضوع “الانتقال نحو مدن ومجالات ترابية مستدامة: دور الجماعات الترابية الإفريقية” .
ويجتمع في هذا الحدث المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أكثر من 5 آلاف مشارك، من ممثلي تدبير الشؤون المحلية بإفريقيا، وشركاء ينتمون لمناطق أخرى من العالم، ووزراء مكلفون بالجماعات المحلية والسكنى والتنمية الحضرية والوظيفة العمومية، إلى جانب السلطات والمنتخبين المحليين والمسؤولين عن الإدارات المحلية والمركزية، ومنظمات المجتمع المدني والفاعلين الاقتصاديين من القطاعين العام والخاص.
ومن المتوقع أن تكرس هذه التظاهرة المكانة المحورية لإفريقيا المحلية في تحديد وتفعيل سياسات واستراتيجيات التنمية، والاندماج والتعاون بإفريقيا، فضلا عن اقتراح آفاق جديدة من أجل مساهمة أكبر للجماعات الترابية بالقارة.