نظمت ببنجرير ندوة دولية حول موضوع “مقاييس وتقنيات التكيف مع التغيرات المناخية من أجل الماء والفلاحة والمدن المرنة”، وأشاد المشاركون بالمناسبة، بالسياسات “الحكيمة” التي ينهجها المغرب في مجال تعبئة وتدبير الموارد المائية، وأبرزوا خلال أشغال هذه الندوة العلمية ، المنظمة على مدى يومين، أن المغرب يعد من البلدان الرائدة على المستوى الإفريقي والعالمي الأكثر وعيا بقضايا الماء ، مضيفين أن مسألة الموارد المائية بالمملكة المغربية تعالج على أعلى مستوى للدولة.
هذا اللقاء المنظم من قبل جامعة محمد السادس المتعددة التخصصات التقنية ببنجرير، عبر على أن المملكة المغربية بدأت تجني ثمار السياسات الطموحة المتعلقة بتشييد السدود، والتي مكنت من ضمان الأمن الغذائي للمغاربة.
وأبرز مدير التغيرات المناخية والتنوع الإيكولوجي والاقتصاد الأخضر بكتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة رازي بوزكري، أن الماء والفلاحة يعتبران الضمانات الحقيقية للاستقرار بالعالم،
في هذا السياق أكد ا بوزكري أن مفهوم التكيف أصبح يأخذ المكانة التي يستحقها ضمن مفاوضات الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن التكيف مع التغيرات المناخية في حاجة إلى المزيد من الاستثمارات من قبل الحكومات.
وبهذه المناسبة، استعرض بوزكري الاستراتيجيات الوطنية المرتبطة بالتكيف مع التغيرات المناخية ضمنها المخطط الوطني للتكيف الرامي إلى تعزيز مقاومة وقع التغيرات المناخية وخارطة الطريق القاضية بتفعيل هذا المخطط .
المكتب الشريف للفوسفاط والتغيرات المناخية
من جانبه، اعتبر محمد سوال، المستشار بالمكتب الشريف للفوسفاط ، أن مسألة التكيف مع التغيرات المناخية تعد موضوعا هاما يعني كل البلدان، ويتواجد في صلب المبادرات والانشغالات، مشيرا ، من جانب آخر، إلى أن إفريقيا تتوفر على موارد مائية هائلة (غير موزعة بشكل جيد)، غير أن الأراضي الفلاحية المسقية لا تمثل سوى نسبة 4 في المائة من مجموع الأراضي الفلاحية.
وسجل المستشار بالمكتب الشريف للفوسفاط ، أن الرفع من القدرات الاستخراجية للمكتب الشريف للفوسفاط لم ينجم عنه ارتفاع في مستوى استهلالك الماء وذلك بفضل الاستثمارات التي انخرط فيها المجمع خاصة فيما يتعلق بإعادة تدوير المياه.
ويعرف هذا اللقاء، المنظم بتعاون مع مركز كفاءات التغيرات المناخية بالمغرب (4 سي المغرب)، واللجنة الاقتصادية والاجتماعية للأمم المتحدة لجنوب وغرب آسيا، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي، مشاركة خبراء واقتصاديين وجامعيين وممثلين عن المنظمات الدولية وفاعلين في قطاعي الماء والفلاحة وممثلين عن الجماعات الترابية وفعاليات المجتمع المدني، لإثراء النقاش العلمي حول مسألة التكيف مع التغيرات المناخية ونماذج التتبع والتقييم.
كوب 22
وبعد الندوتين الدوليتين اللتين نظمتا من قبل الرئاسة المغربية لقمة المناخ “كوب 22 ” حول تطوير مجموعة من المؤشرات القابلة للتحويل من أجل قياس وتتبع نجاح مشاريع التكيف، تروم هذه الندوة التعريف بالتقنيات الجديدة المستعملة بخصوص مشاريع التكيف والتحسيس بآخر التطورات في مجال قياسات التكيف.
يشار إلى أنه على هامش هذه الندوة، أعطيت يومي 24 و 25 أكتوبر الجاري بجامعة محمد السادس المتعددة التخصصات التقنية ببنجرير، دروس متقدمة وموضوعاتية حول أنظمة وتقنيات التكيف من أجل الفلاحة والماء، الرامية إلى تعزيز قدرات مختلف المشاركين خاصة الأفارقة.
وتولي هذه الندوة أهمية خاصة للقارة الإفريقية، من خلال عرض التقييم الأولي للحاجيات المتعلقة بتعزيز القدرات المرتبطة بمؤشرات قياس التكيف وآليات المراقبة بالقارة.