أكثر من 7 % من مساحة اليابسة, و أكثر من 15% من نسبة الأراضي الصالحة للزراعة في العالم هي تعاني من التملح ، وهذه الزيادة في نسبة الأملاح في التربة وفي مياه الري ,وفي محيط النبات ككل, تؤدي إلى حدوث إجهادٍ ملحي على النباتات . هذا الإجهاد يؤدي إلى إنقاص كمية المحاصيل الفلاحية كما يؤدي إلى تقزم النبات أو بطئ نموه وذلك لحدوث اضطرابٍ في التوازن داخل الخلية النباتية.
ازدياد تركيز الأملاح في التربة يؤدي لجفاف الجذور بسبب أملاح التربة التي تقوم بسحب الماء منها,ما يساهم في ضرر اخر عند النبات, وهو الاجهاد المائي الناتج عن نقص المياه. ويزداد تأثير الأملاح على النبات خلال الأجواء الجافة والحارة خصوصا بالمناطق الجافة و شبه الجافة.
التملح غالبا لا يحدث في الأراضي التي تزيد معدلات الأمطار فيها عن 450 مل متر سنوياً, إذا ما لم يتم استخدام مياه جوفية مالحة في ري هذه الأراضي أو الإفراط في استخدام الأسمدة الكيميائية ، أما الأسمدة العضوية أو ( الغبار) فهي تحمي الأرض من أخطار التملح.
جهود محاربة اشكالية الملوحة في المغرب عرفت وتيرة متسارعة في السنوات الأخيرة من خلال مراكز البحث الزراعي، التي دخلت في سباق مع الظاهرة فرضته التحديات التي أضحت تطرحها التغيرات المناخية عديد من التجارب العلمية أنجزت في هذا الإطار سنقف عند نموذج منها بمجال النباتات الكلئية خلال هذه الحلقة.
و على ذكر الابحاث و الدراسات, فقد تطرقنا في عدد الحلقات السابقة عند مادة السليسيوم القابل للامتصاص كمادة طبيعية لها خصائصها الايجابية على الارض و النبات , فمعظم الدراسات المنجزة حول إدماج مادة السليسيوم في الزراعة ثبتت نجاعتها في تطوير و تحسين الانتاج الفلاحي. فهل يمكن بالفعل أن تكون هذه المادة الطبيعية حل من الحلول لإشكالية الملوحة؟ و كيف ذلك ؟محاور و أخرى نطرحها لكم متابعينا في العدد من برنامج مع الفلاح بحضور السيد سامي عبدو المدير العام لشركة أكري صويل تكنولوجي المغرب و الدكتورة زكية بوزوبع دكتورة متخصصة في فيزيولوجية النبات.