انضمت أسماء المرابط، الطبيبة المغربية الباحثة السابقة في الرابطة المحمدية للعلماء، إلى حملة التضامن الواسعة مع العاملات المغربيات في حقول الفراولة اللواتي يعانين مما بات يعرف بتحرشات جنسية جعلتهن يخرجن عن صمتهن بتصريحات لوسائل إعلام إسبانية.
وكانت لمرابط قد غابت عن “فيسبوك” بضعة أسابيع بعد استقالتها من رئاسة مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام، التابع للرابطة المحمدية للعلماء التابعة للدولة، بسبب مطالبتها بالمساواة في الإرث بين النساء والرجال.
ونقلت لمرابط، على صفحتها بـ”فيسبوك”، بياناً تضامنياً يحمل هاشتاغ #DamesDeFraises يتحدث عن واقعة التحرش بالمغربيات في هويلفا، كتبته شادية أعراب، الباحثة المغربية بالمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي صاحبة كتاب يتحدث عن تاريخ العمل الموسمي في حقول إسبانيا.
وأشارت الباحثة إلى أن العمل الموسمي للمغربيات في إسبانيا يعود إلى بداية سنة 2000، حين فكر البلدان في إقامة تبادل للهجرة الاقتصادية، أسموها هجرة دائرية، يلبي من جهة حاجة إسبانيا إلى اليد العاملة ويحارب في الوقت نفسه الهجرة غير الشرعية ويجلب العملة الصعبة للمغرب.
وتنفذ وزارة التشغيل في المغرب، من خلال الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، جميع عمليات الانتقاء. أما من الجانب الإسباني، فيتكلف مجلس مدينة كارتايا، عبر وكالة خاصة لهذا الغرض في مقاطعة هويلفا.
وكان مقرراً أن يتم الانتهاء من هذه العملية في عام 2012 بعد وقف تمويل الاتحاد الأوروبي، إلا أن الآلاف من المغربيات استمررن في الهجرة كل عام لموسم واحد رغم وجود صعوبات شتى.
البيان التضامني لشادية أعراب أشار إلى أن “هذه الممارسة تثير مسألة أخلاقية، كونها تمييزية، لأنها موجهة فقط للنساء ومفتوحة فقط للنساء في حالة اجتماعية خاصة لكي يضطررن إلى العودة إلى بلادهن، وهو ما يضرب حق التنقل”.
وتحدثت الباحثة على أن هؤلاء النساء غالباً ما يكنَّ الفئات الأكثر هشاشة في المغرب، خصوصاً الأرامل والمطلقات، ويخضعن خلال الفترات الموسمية في إسبانيا لجميع أنواع السلطة، ابتداءً من بلدهن إلى بلد الهجرة.
هذا الوضع، بحسب البيان، “يجعل هؤلاء النسوة يتعرضن للتهديد إذا تجرأن على الحديث أو المقاومة أو محاربة العنف الذي يتعرضن له.
واعتبر النص التضامني مع “نساء الفراولة” أن هذا الوضع يسائل سياسة الهجرة الدائرية ومسؤولية والتزام الدولة بالتبادلات الثنائية الوطنية، دون أن يكون بمقدورها حماية هؤلاء النساء في الخارج.
وقال البيان إن الاعتداءات في حق النساء المغربيات في إسبانيا تأتي في سياق ما تشهد المرأة محلياً من عنف هناك، إضافة إلى سياق دولي يتسم بحملات مماثلة عدة في الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا.
ودعا البيان التضامني، الذي وقعت عليه العشرات من الجمعيات الحقوقية والنسائية من المغرب وفرنسا وإسبانيا، إلى ضرورة مواكبة هؤلاء النسوة وإعطائهن الكلمة وإعادة كرامتهن، والاعتراف بحقهم كاملاً.
وشهدت إسبانيا، مسيرة حاشدة بمدينة هويلفا، للتنديد بما تتعرض له “نساء الفراولة” من اعتداءات جنسية وحجز جواز السفر والعمل لساعات طويلة، إضافة إلى سوء المعاملة من طرف مُلاك الضيعات الفلاحية الإسبان.