زراعة الحبوب أي القمح اللين والصلب والشعير هي في مجملها لا تختلف كثيرا في زراعتها وكيفية الاعتناء بها. ففيما يتعلق بتهيئة الأرض فهناك نوعان رئيسيان: البور و السقي
فالأرض البور وكما يعرف الجميع غالبا ما ترقد سنة ويتم حرثها أو زرعها في السنة الموالية وتمثل ما بين 70 و 80 في المئة من الأراضي الفلاحية المنتجة للحبوب في المغرب. ففي فترة الراحة يجب قلب الأرض بعد التساقطات المطرية الأولى بهدف القضاء على الأعشاب الضارة والنقص من الحشرات التي تعيش على النباتات والحبوب بعد زراعتها والحفاظ على نسبة الماء في الأرض
كما نعلم أن احتياجات الحبوب من الماء هو 4000 طن من الماء لكل هكتار أي 400 مم من التساقطات، من أجل الحصول على مردودية جيدة. وبمعنى أدق عند الحديث عن نسبة التساقطات المطرية في النشرة الجوية على سبيل المثال فإن 1 مم يمثل على أرض الواقع لتر من الماء لكل متر مكعب. فالتساقطات المطرية بالمغرب تبقى غير كافية خاصة بالمناطق المعروفة بزراعة الحبوب وتكون غير منتظمة وتتهاطل في أوقات لا تكون فيها الأرض بحاجة لتلك الكمية من الماء
وأثبتت الدراسات أن الأرض التي ترقد سنة تحتفظ ببعض من الماء بسبب التساقطات المطرية التي هطلت خلال السنة ويقدر بحوالي 20 إلى 30 في المئة من مجموع التساقطات. ف300 ملم من التساقطات يقابلها 60 إلى 75 ملم من الماء الذي تحتفظ به الأرض في السنة الموالية، إذا تم تقليب الأرض جيدا و كان خاليا من الاعشاب الضارة وتعرضت إلى كمية كافية من أشعة الشمس وبالتالي يحصل الفلاح على إنتاج جيد.
لذلك يجب تقليب الأرض خلال فترة راحة نظام التناوب الفلاحي. فهذه العملية تساعد التربة على تخزين ما بين 20 إلى 30 في المائة من المياه، والقضاء على الأعشاب الضارة. وبالتالي ستعملون على الحصول على منتوج ذو جودة عالية