إختار سكان قرى شمال تركيا ان يجدوا لأنفسم لغة تسهل عليهم التواصل عبر المسافات الطويلة و المنحدرات الجبلية الوعرة . لغة استطاع بها سكان هذه المناطق ان يتغلبوا على اشكالية انعدام أدنى وسائل للتواصل ,تيسر اتصالهم ببعضهم البعض و تمكنهم من بذل طاقة أقل من التي يتم استهلاكها في الصراخ او المشي لمسافات طويلة للقاء الشخص الآخر أو التحدث إليه.
سكان هذه القرى اكتشفوا لغة الصفير أو (لغة العصافير) قبل أكثر من 400 عام, واكتسبوا براعتها من خلال صياغة جمل و أحاديث معقدة, ليصبحوا اليوم من بين السكان المتداولين لأغرب لغة في العالم, و هم يعملون على تلقيتها لأبناءهم و أحفادهم بالرغم من حصولهم على الكهرباء سنة 1986 و توفرهم على وسائل التواصل الحديثة. إلا إن حرصهم على الحفاظ على هذا الإرث يضل قويا, حتى لا تضيع لغتهم الأم أو يطالها النسيان.