يشكل الملتقى الدولي للفلاحة في المغرب، المنظم من 24 إلى 29 أبريل الجاري بمكناس، مناسبة لتنظيم اللقاءات بين مهنيي القطاع ومناقشة مستجداته ورهاناته، كما يشكل مناسبة للمشاركين وخصوصا الزائرين من عامة الناس، لاكتشاف والتعرف على ما تقدمه مختلف التعاونيات الفلاحية القادمة من الجهات الـ12 للمملكة.
ومن بين هذه المنتجات، هناك تلك التقليدية والمألوفة، كزيت الزيتون وزيت أركان و”أملو” والعسل والتمور بكل أنوعها، وفي بعض الأحيان، يثير رواق تعاونية ما انتباه وفضول الزوار، ويتجمهر حوله عدد كبير من الناس، وذلك لما تقدمه من منتوجات فريدة من نوعها، أو لم يألف بعد الزائر المغربي السماع بها أو استهلاكها، ومن بين هذه المنتوجات الفريدة، نجد ياغورت حليب الإبل.
وأوضح صاحب هذا المنتوج، السيد مبارك محمودي الذي يدير “التعاونية الفلاحية التضامن لإنتاج حليب الإبل” بمدينة العيون، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أنه في الأول “كانت التعاونية تنتج فقط حليب الإبل، ولكن بعد زيادة الإقبال عليه، فكرنا في تنويع منتجاتنا، وتقديم منتوج جديد وفريد في السوق المغربية”، مضيفا أنه ”سرعان ما شهد منتوج ياغورت حليب الإبل نفس الإقبال، الذي شهده حليب الإبل، بما أن هذا الأخير مطلوب بكثرة في السوق الوطنية، لما يتوفر عليه من منافع صحية، كاحتوائه على كميات مهمة من فيتامين B1 وB2، ومساهمته في انخفاض الكولسترول، إضافة إلى نسبة الماء المهمة التي توجد فيه والبالغة 89,6 في المائة، وهي أعلى نسبة ماء في الألبان، وهذا المعطى يساعد على إطفاء الظمأ خلال أوقات الحر الشديد”.
وبخصوص ما يميز ياغورت الإبل، يقول السيد محمودي ”أن مذاقه يختلف عن باقي اليوغورتات، بما أن مذاق حليب الإبل يختلف بحسب ما تأكله وتشربه الإبل، فكل مرة يكون طعم الحليب مختلفا، مما يجعل كل ياغورت إبل مختلف عن الآخر، فلا حاجة لإضافة أي نكهة اصطناعية كما يتم بخصوص اليوغورتات العادية، وهذا ما يثير إعجاب متذوقيه”.
وبالنسبة لتسويق منتوجه، قال السيد محمودي ”أن الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس يشكل فرصة ثمينة للقاء مع زبناء جدد وكسب ثقتهم، وتعريفهم بالمنتوجات التي توفرها التعاونية”، لكنه يجد صعوبة كبيرة في تسويق منتوجاته في المدن الشمالية للمملكة، “نظرا للبعد الجغرافي، وكذا بسبب ضعف مدة صلاحية حليب الإبل، التي لا تتعدى ستة أيام”.
وأشار إلى أن المشروع المستقبلي لتعاونيته، هو إحداث وحدة لتعقيم الحليب، لكي يدوم مدة أطول، وأن يتمكن من تسويقه في جميع ربوع المملكة.
وبخصوص الدعم الرسمي الذي حصلت عليه التعاونية، أشاد السيد محمودي بالدعم التي توفره وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية المستدامة والمياه والغابات عن طريق مخطط المغرب الأخضر، حيث أنها ساعدت التعاونية في إحداث وحدة إنتاج حليب الإبل ومشتقاته، وكذا بالدعم الذي وفرته جهة العيون -بوجدور -الساقية الحمراء لهذا المشروع.
وتعرف الدورة الـ13 من المعرض الدولي للفلاحة مشاركة 1400 عارض ينتمون لـ70 دولة، واستقبل على الخصوص قطب المنتوجات المحلية 393 عارض من الجهات الـ12 للمملكة، من بينهم السيد مبارك محمودي وتعاونيته، واختار هذا الحدث البارز هذه السنة “اللوجستيك والأسواق الفلاحية”شعارا له، وهو موضوع يقع في صلب رهانات الفلاحة المستدامة والمسؤولة.
وبذلك، رسخ الملتقى الدولي للفلاحة بعده الدولي، وتطور استراتيجية مخطط المغرب الأخضر التي تتمحور اليوم حول تسويق المنتوج الفلاحي، ومنافذه الوطنية والدولية على حد سواء.