أكد مدير ميناء طنجة المتوسط للمسافرين حسن عبقري، أمس الأربعاء بمكناس، أن المسارات اللوجستية هي أساسية لتحسين القدرة التنافسية للمنتجات المغربية بالأسواق العالمية. وأوضح السيد عبقري، في مداخلة خلال ندوة نظمت حول موضوع “مسارات لوجستية فلاحية في خدمة التنافسية اللوجستية” في إطار الدورة ال13 للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، أن منطق هذه المسارات يمكن من الأخذ في الاعتبار بطريقة شاملة جميع حلقات سلسلة اللوجستيك، من المنتج إلى المستهلك.
وأضاف أن التفكير وفق نمط المسارات يخول إدماج كافة الفاعلين (الناقلين، ووكلاء الشحن، والمؤسسات، وسلطات الموانئ وشركات النقل البحري) كي يتبادلوا المعطيات اللازمة من أجل تدفق أفضل لحركة المرور، والحد من حجز وتعدد الوثائق بالنسبة للمصدر، وتحسين البنية التحتية المينائية وتكييفها مع متطلبات المصدر، والناقل والإدارة المسؤولة عن الرقابة.
وفي هذا الصدد، قال عبقري إن ميناء طنجة المتوسط منخرط في هذا المنطق الشامل لجميع المسارات، ويحدث نظاما للمعلومات والتتبع في خدمة كل فاعلي السلسلة، مستشهدا على سبيل المثال ببورصة الشحن التي تعتبر منصة إلكترونية جديدة للمعاملات من أجل إحداث الصلة بين المصدرين وفاعلي النقل.
وتدرج هذه المنصة عرضا لخدمات النقل واللوجستيك تخول للمقاولات المغربية الصغرى والمتوسطة ومهنيي النقل بالخصوص، أداة بسيطة وفعالة تسمح لهم بتحسين التكاليف والحد من رحلات العودة الفارغة.
من جانبه، اعتبر رئيس جمعية مصدري الحوامض بالمغرب قاسم بناني سميرس، ميناء طنجة المتوسط “أداة استثنائية من أجل تسريع وتيرة تصدير الحوامض”.
وقال “يجب علينا التغلب على بعض العوائق الآتية من المغرب، وبالأساس نقل البضائع من مناطق الإنتاج إلى طنجة المتوسط، وأكادير على وجه الخصوص”، مشددا على أهمية تسريع مختلف التدابير والإجراءات اللازمة للتصدير في أقل وقت بين المنتج والمتلقي النهائي.
وتهدف هذه الندوة، التي تميزت بحضور وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية المستدامة والمياه والغابات، عزيز أخنوش، إلى فهم الاستراتيجيات التي وضعها كل من المنتجين والموزعين في مجال الصناعة الغذائية من أجل الاستفادة من المسارات اللوجستية.
كما تتوخى فهم كيفية إسهام هذه المسارات اللوجستية في التنافسية وإحداث القيمة، ومكانة المسارات اللوجيستية الفلاحية في تطور السلاسل اللوجستية العامة.
ويمثل طنجة المتوسط قطبا لوجيستيا، حيث يقع على مضيق جبل طارق وهو موصول بأكثر من 174 ميناء عالمي، فضلا عن توفره على قدرة استيعابية تبلغ 9 ملايين حاوية، و7 ملايين راكب، و700 ألف شاحنة، وتصدير مليون سيارة
كما يمثل منصة صناعية لأكثر من 800 شركة عالمية ناشطة في مجالات مختلفة من صناعات السيارات والطائرات والنسيج والصناعة الغذائية واللوجيستيك والتجارة والخدمات بحجم تبادلات يفوق 6400 مليون أورو.
وتعرف الدورة ال13 من المعرض الدولي للفلاحة مشاركة 1400 عارض ينتمون ل70 دولة. كما اختار هذا الحدث البارز هذه السنة “اللوجستيك والأسواق الفلاحية”شعارا له، وهو موضوع يقع في صلب رهانات الفلاحة المستدامة والمسؤولة. و بذلك، أبرز الملتقى الدولي للفلاحة بعده الدولي، وتطور استراتيجية مخطط المغرب الأخضر التي تتمحور اليوم حول تسويق المنتوج الفلاحي، ومنافذه الوطنية والدولية على حد سواء.