تضع الدورة الثالثة عشر للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب (سيام)، المنظمة في الفترة الممتدة من 24 إلى 29 أبريل 2018 بمكناس، اللوجستيك والأسواق الفلاحية في صلب الاهتمامات الكبرى للقطاع.
ووفق مذكرة تم توزيعها من قبل المنظمين بمناسبة افتتاح المعرض، فإن هذين المكونين يشكلان، ليس فقط عماد المنافسة، ولكن أيضا أساس الفلاحة المستدامة.
وأوضحت المذكرة أن كيفية تجميع الموارد، وتجويد الدوائر اللوجستيكية، وكيفية تعبئة الوسائل لتهيئة بنيات تحتية حديثة، والاستفادة من التكنولوجيات الجديدة لتبسيط التجارة، وتسهيل تداول البضائع، ولأي أسواق ينبغي التوجه، وبأي طريقة، كلها أسئلة تمثل اليوم إشكالات كبرى لفلاحي القارة، وهي الأسئلة التي سيكون على الخبراء أن يقدموا أجوبة عنها خلال الموائد المستديرة المتعددة، والبرامج العلمية بالملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب 2018.
وقد استطاع الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب أن يفرض نفسه على أجندة أكبر صانعي القرار الوطنين والدولين باعتباره أهم موعد على مستوى القارة الإفريقية.
يتساوق هذا الملتقى الكبير للمهنين والفاعلين الفلاحين مع البرنامج الوطني لتنمية القطاع المتمثل في مخطط (المغرب الأخضر). وهكذا، وعلى مر السنوات، يتزايد عدد العارضن والزوار، مساهمين في تتويج كل دورة بنجاح يتجاوز صداه الحدود القارية للبلاد.
وسيستقبل هذا الموعد الفلاحي الكبير، الممتد على مساحة تقدر ب180 ألف متر مربع، منها 90 ألف متر مربع مغطاة، 1350 عارض ينتمون ل70 بلدا، وأكثر من 850 ألف زائر.
وقد اختارت هذه الدورة، المنظمة من طرف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وجمعية الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، موضوع “اللوجستيك والأسواق الفلاحية”، لتسليط الضوء على مكتسبات النموذج الفلاحي المغربي، وخاصة لتأكيد الطموحات الكبرى للمغرب في هذا القطاع.
وبالفعل، فإن الفلاحة الوطنية، معززة بإطلاق مخطط المغرب الأخضر سنة 2008، تشهد اليوم تحسنا كبيرا في مردوديتها على مر السنوات. فقد عرف الإنتاج الفلاحي، عبر سنوات بعد تفعيل المخطط، قفزة نوعية تحسن فيها الإنتاج النباتي بمعدل 31 في المائة ما بين 2008 و2015 .كما تضاعفت مساهمة هذا القطاع في التنمية بانتقاله من 6 في المائة خلال فترة 2000 – 2007 إلى 20 في المائة خلال فترة 2008 – 2015. وقد عرفت الصادرات الفلاحية بدورها زيادة بنسبة 30 في المائة في السنوات الأخيرة، رافعة بذلك من تحسن أداء هذا القطاع.
وقد أصبح المغرب اليوم أول مصدر عالمي لحبة الكبر والفاصوليا البيضاء وزيت الأرغان، وهـو أيضا ثالث مصدر عالمـي لمعلبات الزيتون، والرابع فيما يخص الكليمنتن والطماطم.
من جهته، عرف القطاع البيولوجي انطلاقة محسوسة، وقد عمل المغرب من أجل مصاحبة هذه الحركية على تنظيم هذا المجال بوضع القوانين، والإشهاد، والعلامات التجارية حسب السوق، وهي كلها إجراءات تم اتخاذها بغاية إنعاش نمو هذا القطاع الواعد على المستوى الدولي.
فمنـذ الإعـلان عنـه سـنة 2008 ، وباعتبـاره استـراتيجية وطنيـة للتنميـة الفلاحيـة، سطر مخطـط المغـرب الأخضر كهدف له رفـع تخدي فلاحة الغد، وتحويل الفلاحة الوطنية بالعمل على تحديثها، ووضع شروط الإدماج التضامني للفلاحة الصغرى.
وتشكل طرق إنتاج جديدة، وتكنولوجيات حديثة، وتقنيات سقي اقتصادية، وزراعات بقيمة مضافة عالية كلها محاور يستشرفها مخطط المغرب الأخضر. وقد تم ت مصاحبة مجموع الإجراءات المحد دة في إطار مخطط المغرب الأخضر بأدوات تعبئة مهمة للاستثمارات العمومية والخاصة، ومصاحبات تمويلية تنص عليها عقود – برامج قطاعية.
وقد أبانت هذه الثغرات على قطيعة حقيقية بين الفلاحة التقليدية والإنتاجية العشوائية ضعيفة الاندماج من جهة، وبين الاقتصاد الفلاحي اليوم الذي يفرض نفسه، نوعيا وكميا على السواء، والذي يفرض منتجاته في الأسواق الدولية من جهة أخرى.
بالإضافة إلى أدوات المساعدة المباشرة والدعم، يعمل مخطط المغرب الأخضر على إدماج الفاعلين في القطاع المالي من أجل ابتكار صيغ وحلول لتمويل نوعي يغط ي مجموع مكو نات السلسلة (تمويل الاستغلال، امتلاك الأدوات الفلاحية، التجميع، التحويل، التسويق وتصدير المنتجات).
و قد قامت المملكة بدور أساسي في ما يخص التأمن الفلاحي، بتشجيعها وضع تشكيلة واسعة من منتجات التأمن لفائدة الفلاحين. واليوم يستفيد حوالي 90 في المائة من المساحة الفلاحية المستغلة من تغطية لمواجهة التقلبات المناخية.
ومن الواضح أن كل هذه المؤشرات المشج عة تبرز أن النموذج الفلاحي المغربي أضحى اليوم من أجود النماذج على مستوى القارة الإفريقية.لذلك فإن الدورة الثالثة عشر للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، التي اختارت هذه السنة موضوع “اللوجستيك والأسواق الفلاحية”، ستكون فرصة أمام المهنيين والفاعلين في القطاع للاطلاع على ما حققته المملكة من تقد م خلال السنوات الأخيرة، وخاصة في مجال اللوجستيك والأسواق الفلاحية.