تحدث لمقدم احمد عوينة خلال مشاركته في مباريات بين الجهات للتبوريدة 2018 التي نظمت بمدينة مكناس يومي 31 مارس و1أبريل، عن دور ومهام “مقدم السربة” في التحضير للحركة وأجواء ما قبل بدايتها، فمقدم يركز دائما على مسألة “الانسجام” التي تبدا باللباس الذي يجب ان يكون مضوبا وموحدا باستثناء “لمقدم” وتمر “بالندهة ” لتصل لطلقة النارية “التخريجة” في الأخير.
وتعد “التبوريدة” طقسا احتفاليا وفلكلوريا عريقا لدى المغاربة، وهي ليست وليدة العصر، لذلك باتت مرتبطة في أذهانهم بتقاليد وعادات تجمع بين المقدس والدنيوي، حيث تصاحبها مجموعة من الأغاني والمواويل والصيحات المرافقة لعروضها والتي تحيل على مواقف بطولية، وهي تمجد البارود والبندقية التي تشكل جزء مهما من العرض الذي يقدمه الفرسان، خاصة عندما ينتهي العرض بطلقة واحدة مدوية تكون مسبوقة بحصص تدريبية يتم خلالها ترويض الخيول على طريقة دخول الميدان، وأيضا تحديد درجة تحكم الفارس بالجواد.
وتشكل التبوريدة جزءا لا يتجزأ من التراث المغربي الأصيل الذي يعيد الذاكرة الشعبية والمتفرجين في مناسبات عديدة إلى عهود مضت، وهنا يمكن القول إن المغاربة الذين يمتلكون الخيول المدربة على التبوريدة هم من علية القوم في القبيلة وأصحاب خبرة وشأن عظيم ونخوة وقيمة في البلاد.