تمتاز منطقة بنسليمان بمؤهلات عالية في إنتاج العنب أهمها مناخ معتدل ملائم لتطوير وتوسيع قطاع الكروم خاصة عنب المائدة المبكر، تربة ملائمة لتنويع و تكتيف الزراعة، وجود شبكة طرفية متطورة و القرب من المراكز الحضرية ذات أسواق كبيرة كمدينة الدار البيضاء. بالإضافة إلى المستوي التقني المرتفع لدى نسبة كبيرة من منتجي العنب خاصة في طرق التسيير و الإنتاج و التسويق. وكذلك توفر إمكانية التمويل و المساعدات المادية في إطار صندوق التنمية الفلاحية على شكل إعانات لتجهيز الضيعات الفلاحية بمعدات السقي الموضعي، حفر و تجهيز الآبار، تجهيز الضيعات بالمعدات الفلاحية و غرس الأشجار المثمرة و غيرها.
يشكل إنتاج العنب أحد أبرز الأنشطة الفلاحية بإقليم بنسليمان، خصوصا بالجماعات القروية لشراط وبوزنيقة والمنصورية، إذ يغطي حاليا ما مجموعه حوالي 2.000 هكتار موزعة حسب نوع العنب (عنب المائدة أو عنب النبيذ) ونمط الإنتاج، وكذا حسب الأصناف المغروسة والتي منها ما هو معروف عالميا. و تشكل المساحة المسقية بالتنقيط حوالي 70 % من المساحة الإجمالية للعنب. و تتوزع المساحة حسب نمط التسيير بين الزحافة ب 65 % و التسنيد بالأسلاك ب 35 % منها 8 % مغطات. وترتفع المرودية باستعمال التقنيات الحديثة في السقي من 10 طن/هكتار بالنسبة للزحافة البورية إلى 35 طن/هكتار بالنسبة لبيركولا مسقي و كذلك تشجيع الأصناف المبكرة ذات الإنتاجية و الجودة العاليتين و تحسين تقنيات الإنتاج للحصول على جودة و مردودية عالية.
و قد عرف إنتاج العنب في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا من حيث أساليب الإنتاج أدى إلى ارتفاع المردودية وتحسين جودة الإنتاج، وأثر بشكل إيجابي على هذا المنتوج الذي تزخر به المنطقة حتى أصبح يتمتع بسمعة جيدة على الصعيد الوطني وبالعديد من دول حوض البحر الابيض المتوسط.
و يلعب قطاع العنب عدة أدوار هامة بإقليم بنسليمان منها دور اجتماعي بتشغيل حوالي 400.000 يوم عمل و دور اقتصادي بتوفير دخل إجمالي يفوق 120 مليون درهم.
ولقد دأبت جماعة شراط بشراكة مع المصالح الجهوية لوزارة الفـلاحة والصيد البحري و التنمية القروية و المياه و الغابات وكذا السلطات الإقليمية على احتضان الموسم السنوي للعنب، الذي انطلق في دورته الأولى سنة 2003، حيث جندت لذلك جميع الوسائل المتاحة، كما وضعت منذ البداية مساحة تقدر بعشرة هكتارات رهن الإشارة من أجل تنظيم هذه التظاهرة.
وفي هذا الإطار تم تأسيس جمعية أطلق عليها إسم “جمعية رواد لتنمية قطاع العنب” والتي جعلت من أبرز أهدافها التنمية الشاملة للقطاع وبلورته في تنظيم موسم من شأنه أن يبرز المؤهلات التي تزخر بها المنطقة ويعزز قدراتها التنافسية في مجال إنتاج العنب على الصعيدين الوطني والدولي.
و يرجى من تنظيم الدورة العاشرة لهذه السنة أيام 25 – 26 – 27 و 28 غشت 2017، إعطاء إشعاع أكبر لهاته التظاهرة كي تصبح قبلة للزوار والمختصين وأن تكون قاطرة لتطوير قطاع العنب بإقليم بنسليمان.
وفي هذا الإطار، يتم تنظيم رواق كبير لاستقبال ما يناهز 80 عارضا، يمثلون مختلف المتدخلين في مجال إنتاج العنب والمكننة الفلاحية وتقنيات الري وبعض المتدخلين في مجالات المياه ومراقبة التربة والمعالجة الكيمائية وتقنيات التصدير. كل ذلك بتأطير من بعض أطر وتقنيي بالمصالح المركزية و الجهوية و المحلية لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات.
كما تمت برمجة خلال هذا الموسم عدة أنشطة فلاحية وثقافية ورياضية وأنشطة اجتماعية وسهرات فنية يحييها أبرز الوجوه الفنية الشعبية بالمغرب. وستنظم كذلك خلال هذه التظاهرة قافلة طبية متعددة التخصصات من شأنها أن تساعد ساكنة المنطقة في بعض الفحوصات الطبية.
ويبقى من مميزات الدورة العاشرة برمجة أنشطة رياضية بفضاءات الموسم، بالإضافة إلى عروض الفروسية اليومية التي تعتبر إحدى الثروات الثقافية التي تزخر بها المنطقـة. وكما ستعرف أيام الموسم تنظيم زيارات ميدانية إلى بعض الضيعات النموذجيـة وخاصة تلك التي تتواجد بها المدارس الحقلية، وهي فرصة سانحة للفلاحيـن والشباب منهم لتمكينهم من الاضطلاع على آخر المستجدات التي عرفتها تقنيات الإنتاج في هذا القطاع.
في ختام الموسم سيتم توزيع بعض الجوائز التحفيزية والتقديرية على المنتجين والعارضين والمساهمين.