انطلقت، يوم السبت بسيدي إفني، أشغال المنتدى الجهوي الثامن للفلاحة المستدامة، الذي يتوخى بحث سبل إرساء وتعزيز الفلاحة المستدامة بجهات كلميم واد نون، والعيون الساقية الحمراء، والداخلة وادي الذهب.
ويندرج هذا المنتدى، الذي تنظمه شبكة مبادرات الفلاحة البيئية بالمغرب، بشراكة مع جمعية (إفني مبادرات) وجمعية (عائشة لتنمية القرب والبيئة)، وبدعم من عمالة إقليم سيدي إفني، في إطار الدورة الرابعة لموسم الصبار “أكناري”.
وقال نائب رئيس شبكة مبادرات الفلاحة البيئية بالمغرب، أحمد حكيمي، إن الدورة الثامنة لهذا المنتدى، التي تتناول واقع الفلاحة المستدامة في الأقاليم الجنوبية للمملكة، تأتي من أجل تقاسم التجارب وتبادل الخبرات والتجارب المبتكرة على الصعيد الوطني، والوقوف على الإكراهات التي تعترض ترسيخ الفلاحة الصديقة للطبيعة.
وأضاف السيد حكيمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن شبكة مبادرات الفلاحة البيئية بالمغرب تسعى إلى استثمار المعطيات والتجارب المتقاسمة في إطار هذا المنتدى الثامن الذي تختتم به الشبكة جولتها الوطنية التي تميزت بتنظيم سبع منتديات حول الفلاحة المستدامة خلال الفترة ما بين فبراير 2016 وغشت 2017، في التحضير لتنظيم المناظرة الوطنية للفلاحة المستدامة بالمغرب في 2018.
كما تهدف، حسب المتحدث ذاته، إلى توظيف الفلاحة البيئية في حل الإشكالات المرتبطة بفلاحة الواحات والفلاحة بالمجال الصحراوي عموما، وإبراز أهميتها في النهوض بقطاعات مجاورة مثل السياحة القروية.
من جهته أبرز رئيس جمعية (عائشة لتنمية القرب والبيئة)، محمد مصطفى بنداود، أن المنتدى، الذي تشارك الجمعية في تنظيمه، يروم، بالخصوص، تطوير الزراعة الإيكوالوجية والتفكير بجدية في كيفية تسويق منتوجاتها، على اعتبار أن التسويق مهم لتشجيع الساكنة للإقبال على هذا النوع من الزراعة.
وأوضح، في تصريح مماثل، أن الزراعة الإيكولوجية تعتبر حلا مهما جدا للزراعة في الواحات التي تتميز بكونها زراعات أسرية، مشيرا الى أن هذا النوع من الزراعة، وعلى الرغم من كميات إنتاجها القليلة، فإن الأمل معقود عليه لجلب السياح الإيكولجيين الذين سيساهمون في تثمين هذه المنتوجات.
وبعد أن أكد أن الزراعة الإيكولوجية تساهم بشكل فعال في استقرار الساكنة في العالم القروي والواحات وفي المناطق الصحراوية، أشار السيد بنداود إلى أن الجمعية التي تأسست سنة 2005، لمست لدى الساكنة، بعد عدد من الدورات التكوينية، الاهتمام بالزراعة الإيكولوجية ووعيها خطورة المبيدات الكيماوية والإفراط في استعمال الأسمدة وكذا أهمية اللجوء إلى الأسمدة التقليدية.
وتدخل فلاحة القرب المستدامة في إطار مقاربة تنموية وبيئية مجالية تأخذ في عين الاعتبار الإنتاج الفلاحي في العالم القروي وبضواحي الحواضر بالإضافة إلى ترشيد استغلال المياه واستعمال الطاقة المتجددة على الخصوص.
وتعتمد، وفقا لشبكة مبادرات الفلاحة البيئية بالمغرب، على تثمين وسائل الانتاج البديلة والحفاظ على التراث البيئي، كما تساهم في التكيف مع التغيرات المناخية كما تحمل في طياتها حلولا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ17 في أفق 2030.
وعرف هذا اللقاء تنظيم ورشات تقنية حول مواضيع متنوعة من بينها الفلاحة البيئية في الواحات والمناطق الصحراوية، وتثمين وتسويق الفلاحة البيئية، والفلاحة المستدامة و الماء بالإضافة إلى السياحة البيئية.