أكد السيد محمد يتيم وزير الشغل والإدماج المهني، أمس الخميس بالدار البيضاء، أن التعاون جنوب-جنوب استراتيجية “حتمية” لرفع تحديات التشغيل والتنمية بالقارة السمراء.
دعا في هذا اللقاء ،الذي يتواصل على مدى يومين، إلى عقد شراكات سواء على المستوى الثنائي أو في إطار التعاون الثلاثي، من أجل تنفيذ مشاريع محددة في القطاعات الإنتاجية والمحفزة للنمو وخلق فرص الشغل.
كما أوضح السيد يتيم ،في كلمة في افتتاح ورشة حول “التعاون بين بلدان الجنوب من أجل العمل اللائق بإفريقيا” المنظمة من قبل المكتب الإقليمي لمنظمة العمل الدولية بإفريقيا، أن “الدول الإفريقية مطالبة بمراجعة الأنماط التقليدية للتعاون التي استنفذت قدرتها على تلبية الحاجيات المتنامية للشعوب الإفريقية”
ولدى توقفه عند العودة التاريخية للمملكة إلى الاتحاد الإفريقي، أبرز السيد يتيم أن هذه العودة دليل على رغبة المغرب في الإسهام في المجهودات الهادفة إلى رفع هذه التحديات ، وذلك من خلال تطوير وتنويع الشراكات التي تربط المغرب بعدد من الدول الإفريقية في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والدينية.
وندد الوزير الحكومات وأرباب العمل والنقابات الإفريقية على البحث عن أشكال جديدة للتعاون ، مع العمل على اعتماد مقاربات نموذجية لتحقيق أهداف التنمية والعمل اللائق بإفريقيا.
واعتبر أن المغرب من خلال تعزيز علاقاته السياسية وإرساءه لشراكات متنوعة ومثمرة في ظل الروابط التاريخية العميقة التي نسجها مع الدولة الإفريقية، يبرهن على الالتزام الذي يكرس صواب التوجه الإفريقي للمغرب الذي اختار تقاسم خبرته ونقلها إلى إفريقيا من أجل بناء مستقبل تضامني
وتابع أن جهود المغرب للنهوض بالتعاون جنوب-جنوب تنبثق من قناعته بكون التعاون بين دول الجنوب ، يعتبر أداة أسياسية لتحقيق التكامل بين اقتصاديات بلدان الجنوب والاندماج في الاقتصاد العالمي، فضلا عن كونها بمثابة استراتجية تساهم في تحقيق أهداف الألفية للتنمية.
وأبرز أن التطور الاقتصادي والتكنولوجي الذي حققه المغرب منذ الاستقلال ومتانة علاقاته الثنائية مع شركائه الأفارقة، أحدث فرصا جديدة لصالح التعاون جنوب-جنوب قائم على مقاربة مربحة للطرفين،مضيفا أن هذه المقاربة تمت ترجمتها من خلال مشاريع كبرى اعتمدت على التعاون البناء الذي يجعل من المغرب قاطرة للتنمية المشتركة قادرة على بناء مستقبل تضامني وآمن.
وتتضمن هذه الورشة التي تعرف مشاركة مجموعة من أصحاب القرار وممثلين عن النقابات مجموعة من المحاور ،منها على الخصوص،”التعاون جنوب-جنوب والتنمية المستدامة:لمحة عامة”، و”التعاون بين بلدان الجنوب في إقليم إفريقيا- إطار منظمة العمل الدولية”، و “أنماط التعاون بين بلدان الجنوب” وأرضيات الحماية الاجتماعية: من منظور بلدان الجنوب” ،وبناء القدرات من خلال التعاون فيما بين بلدان الجنوب”
وعبر الوزير عن استعداد وزارة الشغل والإدماج المهني لوضع خبرتها التقنية في مجال محاربة البطالة والنهوض بالوساطة في التشغيل رهن إشارة الدول الإفريقية ،سواء بشكل مباشر أو في إطار الجمعية الدولية للمصالح العمومية للتشغيل.