أكد رئيس جمهورية غينيا، ورئيس الاتحاد الافريقي، السيد ألفا كوندي، اليوم الاثنين بمكناس، أن “مبادرة تكييف الفلاحة بإفريقيا مع التغيرات المناخية” التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال مؤتمر كوب 22 ، تمثل إجابة مبتكرة على التحديات المشتركة التي تطرحها التغيرات المناخية بإفريقيا.
وقال السيد كوندي، في كلمة خلال افتتاح المناظرة الوطنية التاسعة للفلاحة، إن هذه المبادرة، التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، تشكل “إجابة مبتكرة وملموسة على التحديات التي تطرحها التغيرات المناخية على الفلاحين الأفارقة”. وأضاف “إذا تم دعم هذه المبادرة، فإنها ستمكن من تعبئة تمويلات مهمة جدا لفائدة الفلاحة الصغرى بإفريقيا”.
وفي هذا السياق، ثمن السيد كوندي، ضيف شرف الدورة الحالية من المناظرة، اختيار موضوع الماء محورا مركزيا لهذه الدورة، مشيرا إلى أن “تدبيرا أمثلا للماء ببلاده يمكن أن يضاعف من مردودية الفلاحة أربع مرات بل وربما ثماني مرات”.
وأشار إلى أن التدبير الجيد للموارد المائية الموجهة للأنشطة الفلاحية والطاقية والزراعية يعد مصدرا للنمو الاقتصادي ومكافحة الفقر.
وخلص إلى أن العالم بدأ يعي الرهانات الحيوية المرتبطة بحماية الماء، الذي أطلق عليه اسم الذهب الأزرق، وحسن تدبيره.
وفي هذا الصدد، أعرب الرئيس الغيني عن امتنانه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والمملكة المغربية “لاستعدادهما الثابت لمواكبتنا في مختلف المجالات وخصوصا إقامة مختبر متحرك للتربة وإطلاق قافلة للنهوض بثقافة التخصيب العقلاني للفلاحة الغينية وإمدادنا الجاري حاليا ب100 ألف طن من الأسمدة، تشمل 20 ألف طن من الأسمدة المركبة ومبادرات أخرى متعددة لتعزيز القدرات على مختلف المستويات”.
كما ثمن السيد كوندي التأثير الايجابي لتفعيل مخطط لمغرب الأخضر على التنمية المتميزة للفلاحة المغربية، ومكافحة الفقر وضمان الأمن الغذائي.
وذكر بأن الفلاحة التي تعد النشاط الاقتصادي الأول في أكثر من 95 في المائة من الدول الإفريقية، تسهم في إحداث نحو 35 في المائة من مناصب الشغل المباشرة في القارة و70 في المائة من مداخيل الساكنة أي نحو 600 مليون نسمة، مشددا على ضرورة ايلاء التنمية الفلاحية الأولوية نظرا لتأثيرها على النمو الاقتصادي ومكافحة الفقر.
وتروم المناظرة الوطنية للفلاحة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تحسيس وتعبئة الفاعلين بالقطاع الفلاحي وصناع القرار والرأي العام حول ضرورة إرساء تدبير مائي ناجع يحترم البيئة.
كما تتيح هذه التظاهرة الوقوف على تقدم وانجازات مخطط المغرب الأخضر الذي أرسى الاستعمال العقلاني للموارد المائية ضمن أولوياته.