قال رئيس الجمعية الإقليمية لمنتجي الكبار بآسفي، محمد الزنيني، إن الجمعية يحدوها طموح كبير من أجل الارتقاء بالمعرض الوطني للكبار إلى تظاهرة ذات إشعاع دولي، وذلك بالنظر لما تتمتع به هذه السلسلة من مؤهلات وقيمة مضافة عالية، ولما لها، أيضا، من تأثير قوي على التنمية السوسيو- اقتصادية، محليا، وجهويا ووطنيا.
على هامش فعاليات الدورة الخامسة للمعرض الوطني للكبار، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى غاية 9 يوليوز الجاري، بآسفي، وأوضح الزنيني، أن هذا الطموح تزكيه وتدعمه عدة عوامل، وفي مقدمتها مكانة الصدارة التي يحتلها المغرب على الصعيد العالمي، من حيث إنتاج وتصدير نبات الك ب ار.
ويصدر المغرب، في المعدل، 16 ألف طن من الكبار في السنة، منها 7400 طن من إقليم آسفي، وذلك بفضل توفر القطاع على حوالي 36 وحدة لتثمين الكبار، منها 6 وحدات على مستوى إقليم آسفي.
وأكد “لدينا طموح كبير لكي يصبح المعرض الوطني للكبار معرضا دوليا السنة المقبلة، وذلك عبر استقطاب شركات أجنبية تعمل في هذه السلسلة للحضور إلى آسفي ليس فقط من أجل المشاركة في المعرض، ولكن أيضا لاكتشاف المؤهلات والإمكانات الكبيرة والآفاق الواعدة لسلسلة الك ب ار بالمملكة، التي تعد أول بلد منتج ومصدر للكبار “.
في هذا الاتجاه، سجل المتحدث أن المساحة المخصصة للمعرض ارتفعت هذه السنة إلى ثلاثة آلاف متر مربع، مقابل ألفي متر مربع في الدورات السابقة، مبرزا أن دورة 2023 تعرف مشاركة 140 تعاونية من جميع جهات المملكة، تعرض حوالي 30 منتوجا مجاليا.
وفي معرض حديثه عن المساهمة المعتبرة للكبار في الدينامية الاقتصادية، وطنيا وإقليميا، كشف السيد الزنيني أن هذه السلسلة تشغل، على الصعيد الوطني، مساحة 31 ألف هكتار، تنتج 26 ألف طن، وتحدث 5ر4 ملايين يوم عمل في السنة.أما بإقليم آسفي فهي تمتد على مساحة 7 آلاف هكتار، وتنتج زهاء 10 آلاف طن سنويا، أي ما يعادل قرابة 35 بالمئة من الإنتاج الوطني، وتساهم في جلب ما يعادل 5ر2 مليار درهم من العملة الصعبة، كما تشغل 24 ألف فلاح على صعيد الإقليم، حيث توفر 5ر1 مليون يوم عمل في السنة.
وعزا هذا التطور الذي تعرفه هذه السلسلة إلى كون مناخ وتربة آسفي ملائمان لزراعة هذا النبات، لاسيما ك ب ار الصخر، حيث يمتاز الإقليم بإنتاج الكبار بالحجم المطلوب والقابل للتصدير إلى الخارج.
وأشار، في هذا السياق، إلى أن هناك ما لا يقل عن 20 تعاونية تعمل في سلسلة الك ب ار على الصعيد الإقليمي، تم إحداثها في إطار استراتيجية الجيل الأخضر، من بينها تعاونيتان حاصلتان على اعتماد السلامة الصحية، مبرزا أن الجمعية تحاول تجميع هذه التعاونيات، حيث يتم توزيع التعاونيات الـ18 على التعاونيتين الأخريين، وهما التعاونية الفلاحية الخضراء بسبت جزولة، وتعاونية الأزهر في خط أزكان، التي تستقبل كل واحدة منهما 9 تعاونيات وذلك في مسعى للحصول على الاعتماد الصحي، ريثما يتحقق هذا المبتغى في إطار القوانين والمساطر الجاري بها العمل في هذا المجال.
وتابع أنه على الرغم من حالة الجفاف التي تشهدها السنة الجارية، فإن سلسلة الكبار تخلق رواجا اقتصاديا مهما بإقليم آسفي ككل، إذ تساهم في توفير الدخل لفائدة المرأة والشباب في العالم القروي، وذلك بفضل الدعم الكبير الذي تحظى به، لاسيما من قبل وزارة الفلاحة، بالإضافة إلى دعم السلطات المحلية، التي قامت بدور كبير لكي يخرج المعرض الوطني للكبار إلى حيز الوجود، إلى جانب شركاء آخرين، من قبيل الغرفة الفلاحية، الذين يعملون جاهدين على إنجاح هذه التظاهرة الاقتصادية الوطنية.
وبحسب رئيس الجمعية الإقليمية لمنتجي الكبار فإن المعرض الوطني للكبار بآسفي قد يكون هو الثاني من حيث مبيعات هذا المنتوج بعد المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، التي بلغت 3 ملايين درهم في دورة السنة الماضية، ونطمح أن ينتقل هذا الرقم إلى 5 ملايين درهم، ولما لا أكثر من ذلك، خاصة وأن دورة 2023 تتزامن مع العطلة الصيفية حيث تشهد آسفي إقبالا كبيرا من طرف الزوار.
من جهة أخرى، وبخصوص الإكراهات التي تواجهها سلسلة الكبار، كشف أن أكبر تحدد مطروح عليها وبحدة في هذا الصدد يتمثل في “كثرة الوسطاء”، الذي يحول دون انبثاق السلسلة وبروزها على نطاق واسع، مشيرا إلى أن الجمعية حاولت الاستعانة هذه السنة بالمعهد الوطني للبحث الزراعي في محاولة لتطوير السلسلة أكثر، بهدف الحد من المنافسة مع الوسطاء.
وتابع الزنيني أن من بين أهداف الجمعية الإقليمية لمنتجي الك ب ار بآسفي، التي تأسست سنة 2010، وهي الحاملة للبيان الجغرافي “ك ب ار آسفي”، الذي حصلت عليه سنة 2014 ، هناك إحداث “دار الكبار” باعتباره فضاء لمجموعة من التعاونيات العاملة في هذه السلسلة، ويضم أيضا مطعما لأكلة الك ب ار.
وأعرب عن أمله في أن يحقق المعرض الوطني للك ب ار في دورته الخامسة كافة أهدافه، كما عبر عن شكره لوزارة الفلاحة وللسلطات المحلية والإقليمية والجهوية، وكذا لباقي الشركاء نظير الجهود المبذولة لإنجاح هذا الموعد الاقتصادي وإعطاء صورة مغايرة عن الدورات السابقة.