تهدف الاستراتيجية المرتبطة بتطوير “الإرشاد الفلاحي” التي تم بلورتها من طرف وزارة الفلاحة، إلى مرافقة الفلاحين ونقل الخبرة الفلاحية إلى الميدان. و يَسعى تفعيل هذه الاستراتيجية إلى تجاوز النواقص المتعددة المُرتبطة بِمنظومة الإرشاد الفلاحي، والتي تعاني أساسا من الضُّعف على مُستوى التغطية الجهوية والوسائل غير الملائمة و قِلّة الموارد البشرية والمالية المخصصة لها. ويشكل إطلاق هذه الإستراتيجية تحت التسمية الجديدة “الإرشاد الفلاحي” ، قطيعة مع منظومة الإرشاد السابقة، وتهدف إلى تثمين هذه الحلقة الأساسية داخل سلسلة الإنتاج في أفق عصرنة الممارسات التطبيقية للفلاحين. وتستند استراتيجية الإرشاد الفلاحي، المستوحاة من العديد من التجارب العالمية، على ثلاث محاور :
- تطوير الإرشاد الفلاحي الخاص عبر تمكينه من إطار قانوني ملائم، إلى جانب الدعم التدريجي لخدمات الإرشاد الفلاحي وفق شروط محددة. وفي هذا الإطار، ينتظر أن يدفع تعدد الفاعلين بالإرشاد الفلاحي، إلى تعزيز أداء المرشدين وتحسين الخدمات المقدمة للفلاحين، وذلك عبر ملاءمة العرض مع متطلباتهم الخاصة.
- ضخ دينامية جديدة في أداءِ مصالح الدولة، عبر عصرنة هياكل القرب وإعادة هيكلة الشبكة حول 12 مركزا جهويا وتعزيز وتكوين منظومة المرشدين الفلاحيين ووضع آليات جديدة للتواصل وتدبير المعارف.
- مساءلة الهيآت التمثيلية للفلاحين (الغرف الفلاحية والبيمهنية) عبر وضع التزام تعاقدي حول خارطة طريق واضحة، وتعزيز التنسيق الشمولي بين مكونات هذه المنظومة.
تهدف الاستراتيجية الجديدة للإرشاد الفلاحي أيضا، إلى وضع آليات للإعلام والتواصل العصري يمكِّن من نشر المعلومات الفلاحية. ولهذا الغرض، تسعى الاستراتيجة التي وضعتها وزارة الفلاحة، إلى تأسيس مركز للنداء ومواقع إلكترونية وبرامج متخصصة بوسائل الإعلام الجماهيريَّة.
وبذلك ، ستتمكن الدولة عبر المنظومة الجديدة من مواصلة تأمين الخدمة العمومية للقرب لفائدة جميع الفلاحين، مع تقنين وتحفيز تنمية الإرشاد الفلاحي الخاص.