أكد مشاركون في ندوة وطنية عقدت اليوم الثلاثاء بالدار البيضاء بمناسبة الأسبوع الأخضر الوطني 2023 (4 إلى 11 فبراير الجاري)، على الأهمية الحيوية للفضاءات الخضراء في مواجهة الأزمات الصحية والمناخية والتخفيف من حدتها.
وأضافوا خلال هذه الندوة، المنظمة حول موضوع “مكانة ووظائف المجالات الخضراء” بمركز الدار البيضاء للتربية والبيئة، أنه بات من الضروري الارتقاء بمعايير ووظيفة الفضاءات الخضراء بالمجال الحضري، دون إهمال الجانب الترفيهي والجمالي الذي يزيد من جاذبية المدن.
وركزوا على التعريف بالمعايير الجديدة المتعلقة بالفضاءات الخضراء التي وضعتها المؤسسات والمنظمات العلمية والدولية، وسبل الرفع منها في المجالات الجديدة المفتوحة للتعمير، وكيفية تطويرها بكل أحياء المدن وخصوصا تلك التي تعاني من نقص حاد في المساحات الخضراء.
في هذا السياق أبرز رئيس جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب عبد الرحيم كسير، أن هذه الندوة تشكل فرصة سانحة لبلورة وتقاسم توصيات إجرائية للارتقاء بمعايير ووظيفة الفضاءات الخضراء، كما أنها مناسبة للتذكير بالأدوار التقليدية لهذه الفضاءات.
وأضاف أن هذه الندوة تعد فرصة لمعالجة طرق تطوير الوظائف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمساحات الخضراء، وآليات تدخل الفاعلين الترابيين والشركاء، وذلك من أجل تملكها من طرف الساكنة المجاورة والمواطنين بدل اختزالها فقط كممرات للمواطنين.
من جانبها، أكدت مديرة إعداد التراب الوطني بوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، لطيفة نحناحي، على أهمية الفضاءات الخضراء في المساهمة في تحقيق العيش الكريم، مستعرضة في الوقت ذاته جهود الوزارة من أجل النهوض بهذه الفضاءات التي من شأنها العمل على المساهمة في خلق فضاءات خضراء تستجيب للمعايير الدولية.
وأشارت السيدة نحناحي إلى أن الأسبوع الأخضر الوطني 2023 يشكل فضاء للنقاش حول الممارسات الفضلى المتعلقة بالفضاءات الخضراء وتبادل التجارب في هذا المجال من أجل مواجهة كافة التحديات وبلوغ كل الأهداف المرتبطة أساسا بالتنمية المستدامة.
من جانبها، أكدت نادية فكري عن مجلس جهة الدار البيضاء – سطات، حرص المجلس على تثمين الثروات الغابوية والمناطق الخضراء التي تتمتع بها الجهة، وذلك في إطار المخططات المتعلقة أساسا بالتنمية المستدامة والتصميم الجهوي لإعداد التراب، والحفاظ على الثروات الغابوية بالجهة.
وأضافت أنه من أجل إنجاح هذه المشاريع، التي تهتم خاصة بالجانب البيئي، بات من الضروري القيام بحملات تحسيسية تأخذ بعين الاعتبار المحافظة على البيئة، وذلك بشراكة مع المجتمع المدني والجماعات الترابية.
من جانبه ذكر عبد المومن طالب مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء – سطات، بعمل الأكاديمية على المستوى الجهوي في مجال التربية البيئية والتنمية المستدامة الذي يرتكز على فهم التغيرات المناخية والحفاظ على التنوع البيولوجي من خلال التعرف على الأوساط الطبيعية وإنشاء حدائق مدرسية طبيعية وبيولوجية كدعامة بيداغوجية لمجموعة من الدروس.
وأضاف السيد طالب، في كلمة تليت نيابة عنه، أنه في إطار البرنامج الجهوي للتنوع البيولوجي والمساحات الخضراء وبمناسبة الأسبوع الأخضر الوطني لجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض، تقرر توزيع وغرس حوالي ألف شجرة بجماعة الدار البيضاء، مضيفا أنه خلال السنة الفارضة تم غرس تسعة آلاف شجرة.
وبهذه المناسبة تم توزيع 1000 شجرة على المؤسسات التعليمية التابعة لمدينة الدار البيضاء.
وخلال الأسبوع الأخضر تنظم أيضا حملات للتوعية والتشجير بالمؤسسات التعليمية والجامعية للمدينة، تختتم بغرس أشجار بغابة الفلين ببنسليمان يوم 12 فبراير الحالي بتعاون مع الوكالة الوطنية للمياه والغابات.
وحسب المنظمين، فإن النسخة الرابعة من الأسبوع الأخضر الوطني للتعبئة الوطنية 2023، تمثل فرصة لجعل المناطق الترابية ركائز للتحول المنشود، وذلك بفضل مبادرات جمعية AESVT-Maroc ومشاركة ودعم شركائها الملتزمين: الوكالة الوطنية للمياه والغابات، وزارة التربية الوطنية والرياضة، ووزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، وزارة التجهيز والماء، والسفارة الفرنسية في المغرب،AFRICA 50 ، Lydec Fondation.
وأضافوا أنه بفضل الأنشطة التطوعية لجميع الفاعلين الترابيين والوطنيين (من منتخبين وأطر القطاع العام والخاص والجمعيات والجامعات ووسائل الإعلام…)،يمثل الأسبوع الأخضر فرصة ممتازة للمساهمة في تسليط الضوء على وظائف وخدمات النظم الإيكولوجية في المناطق الغابوية والمناطق الخضراء الحضرية.