اختتمت أمس أشغال مؤتمر بون حول المناخ، باحراز تقدم في إعداد القواعد العملية لتنفيذ اتفاق باريس، مع التأكيد على ضرورة تسريع المفاوضات بهذا الخصوص.
وتعتبر هذه القواعد ضرورية لتحديد ما إذا كانت انبعاثات غاز الدفيئة في العالم تتناقص بسرعة كافية لتحقيق أهداف اتفاق باريس.
وتشمل هذه القواعد تعزيز تدابير التكيف مع التغيرات المناخية والحد من ارتفاع حرارة الارض إلى أقل من درجتين مئويتين ، في حين تسعى الجهود على أن لا تزيد عن 1.5 درجة مئوية.
وأعربت الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغيرات المناخية باتيريسا اسبينوزا عن ارتياحها “لاحراز بعض التقدم في بون. لكن العديد من الأصوات تؤكد على الحاجة الملحة للتقدم بسرعة أكبر عند وضع الصيغة النهائية للقواعد العملية”.
وأشارت إلى أن الحزمة التي يتم التفاوض عليها تقنية للغاية ومعقدة، مضيفة “نحن بحاجة إلى وضعها حتى يتمكن العالم من رصد التقدم في مجال العمل من أجل المناخ”.
وقالت لقد حققنا تقدما هنا في بون ، لكننا نحتاج الآن إلى تسريع المفاوضات. إن مواصلة تنسيق مخرجات بون سيساعد بشكل كبير جميع الحكومات التي ستجتمع في بانكوك للعمل من أجل خيارات واضحة للمجموعة النهائية من القواعد.
وأضافت “أن أمانة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ تقف على أهبة الاستعداد لدعم الحكومات في هذا العمل الهام للغاية”.
وستستمر المحادثات التحضيرية في اجتماع تكميلي في بانكوك من 3 إلى 8 سبتمبر المقبل، حيث سينظر هذا الاجتماع في مذكرة التفكير وآراء ومدخلات الحكومات التي تم تسجليها في مختلف النصوص في بون.
وسيقدم اجتماع بانكوك نصوصا ومشاريع القرارات لاعتمادها في كوب 24 في كاتوفيتشي في بولاندا.
وبالتوازي مع المفاوضات الرسمية، احتضن اجتماع بون حوار “تلانوا” الذي تقوده دولة فيجي.
وتعني كلمة “تالانوا” باللغة الفيجية مجلسا لتبادل المعرفة وبناء الثقة لاتخاذ قرارات حكيمة.
ويهدف حوار”تلانوا” الذي يعد أحد التقاليد في منطقة المحيط الهادئ ، الى تقاسم القصص لإيجاد حلول للصالح العام. من هذا المنطلق ،شارك في الحوار حوالي 250 مؤتمرا تقاسموا قصصهم وقدموا أفكار جديدة وعبروا عن عزم متجدد لرفع سقف الطموح.
وقال رئيس وزراء فيجي ورئيس كوب 23 “الآن هو وقت العمل. لقد حان الوقت للالتزام باتخاذ القرارات التي يجب على العالم اتخاذها. يجب أن ننفذ القواعد التوجيهية لاتفاق باريس في الوقت المحدد، مضيفا “علينا أن نضمن أن يؤدي حوار تالانوا إلى المزيد من الطموح في خطط عملنا المتعلقة بالمناخ”.
من جانبه، قال الرئيس المعين لمؤتمر كوب 25 ميشال كورتيكا من بولندا “لقد قدم حوار تلانوا صورة واسعة وحقيقية عن أين وصلنا وأرسى معيارا جديدا للحوار”، مؤكدا “الآن حان الوقت للانتقال من هذه المرحلة التحضيرية للحوار للاستعداد للمرحلة السياسية ، والتي ستنطلق في كوب 24”.
ومن بين نتائج اجتماعات بون ، تحقيق تقدم هام في مجال الفلاحة من خلال اعتماد خارطة طريق للسنتين ونصف المقبلة، والتي تتناول مجموعة من القضايا بما في ذلك الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية للتغير المناخي والأمن الغذائي لتغير المناخ ، وتقييم التكيف في الزراعة ، وإدارة الثروة الحيوانية.
كما تم خلال مؤتمر بون إعطاء دفعة كبيرة للتعليم والتوعية العامة ( العمل من أجل تمكين المناخ) لدعم اتفاق باريس.
وشهد مؤتمر بون أيضت عقد اجتماعات للخبراء بشأن تعزيز إجراءات التكيف وخفض الانبعاثات قبل عام 2020 ، ومهام وأهداف منصة المجتمعات المحلية والشعوب الأصلية التي أنشئت حديثا.
يشار الى أنه خلال هذا المؤتمر الذي انطلق في 30 أبريل الماضي، انعقدت ثلاث هيئات وهي الدورة الثامنة والأربعون للهيئة الفرعية للتنفيذ والهيئة الفرعية للمشورة العلمية والتكنولوجية، وكذلك الجزء الخامس من الدورة الأولى للفريق المعني باتفاق باريس (فريق اتفاق باريس).