من منا يتخيل وجود مساحات لأشجار الموز الفاتنة بالأقاليم الجنوبية للمغرب, ضيعات فلاحية لانتاج الموز اضحت تعرف انتشار واسعا بمدينة كلميم (باب الصحراء) . مساحات بمجرد دخولها توهمك انك تتواجد بإحدى الجزر الإستوائية, لكن الحقيقة انك تتواجد بأراضي صحراوية استطاع الانسان ان يزرع فيها الحياة و يحولها إلى مساحات خضراء تجود بمحاصيل تعرف اقبالا كبير من قبل المستهلك .
فمحاصيل فاكهة الموز تعتبر من أهم محاصيل الفاكهة فى جميع أنحاء العالم ويحتل الموز مركزاً كبيراً فى التجارة العالمية حيث يؤدى دوراً هاماً فى اقتصاد كثير من الدول بالإضافة إلى قيمته الغذائية العالية وإقبال المستهلك عليه أكثر من باقى الفاكهة الأخرى لما يتميز به من حلاوة الطعم والنكهة المميزة للموز ويتميز عن باقى الفاكهة الأخرى بإمكانية توافره بالأسواق طوال العام علاوة على قابلية ثماره للنقل والتداول والتخزين .
يعتبر نبات الموز من أضخم النباتات العشبية المعمرة على سطح الأرض وهو من نباتات ذوات الفلقة الواحدة ويتكون النبات من أوراق ذات نصل كبير جداً وغمد طويل جداً حيث تلتف الأغمدة بعضها حول بعض لتكون الساق الهوائية الكاذبة.
ويمكن اعتبار عاملي الحرارة والرطوبة من أهم العوامل المناخية التى تؤثر على إنتاج وإثمار نباتات الموز حيث أن درجات الحرارة والرطوبة الجوية العالية على مدار موسم النمو من أهم شروط نجاح زراعة الموز و هذا ما يجعل هذه الاخيرة تنتشر بشكل كبير بالمناطق الاستوائية.
وتجود زراعة الموز فى الأراضى الرملية المستصلحة حديثاً والتى لايوجد تحتها طبقة صماء تسمح بتجميع الماء فوقها وارتفاع منسوب الماء الأرضى بمنطقة الجذور ويجب الاهتمام بالتسميد العضوى والمعدنى فى مثل هذه الأراضى نظراً لفقرها فى المادة العضوية وكذا العناصر المعدنية كما يجب أن يتبع فى مثل هذه الأراضى نظام الرى بالتنقيط.
عوامل اليوم هي متوفرة في عدد من المناطق المغربية خصوصا على مستوى الشريط الساحلي ما بين العرائش و جماعة المناصرة بمنطقة الغرب , الذي يعرف انتشار واسع لزراعة الموز لكونه يتوفر على مناخ جد ملائم لهذا النوع من الزراعة, و اليوم هي متوفرة ايضا بمنطقة كلميم التي ازدهرت فيها هذه الزراعة. فنبات الموز يتطلب مناطق لاتنخفض فيها درجة الحرارة عن 15ْ م ولاترتفع عن 45ْ م بينما تعتبر درجة الحرارة 21ْ م كمتوسط حرارى شهرى وهو الحد الأدنى للنمو ، بينما درجة حرارة 27ْ م كمتوسط درجة حرارة شهرى مناسب لنمو الموز ، ويقع أقصى نمو مابين درجتى حرارة 32 – 35ْ م ويقل النمو تدريجياً كلما ازدادت درجة الحرارة عن هذه الدرجات وتعانى النباتات من أضرار الحرارة المرتفعة إذا بلغت درجة الحرارة 40ْ م وتسبب هذه الدرجة ومافوقها أضراراً حيث تؤدى إلى جفاف الأوراق وتشقق الثمار ويتأثر الإنتاج ويكون الضرر أشد إذا تجاوزت درجة الحرارة 45ْ م .كما ان الموز شديدة الحساسية لانخفاض درجة الحرارة الشديدة.
نقدم لكم في هذا الشريط تجربة مغربية فريدة و نوعية في زراعة وإنتاج الموز بمدينة كلميم.