شكلت سبل تعزيز التعاون في مجالات الفلاحة والمياه وتفعيل الاتفاقيات الموقعة في هذا الشأن بين المغرب والبيرو محور محادثات أجراها مؤخرا بليما، سفير المغرب بالبيرو، السيد يوسف بلا مع وزير الفلاحة والري، خوسي مانويل هيرنانديز كالديرون.
وخلال اللقاء أبرز السيد بلا الإنجازات الكبرى للاستراتيجية الوطنية في مجال الفلاحة و”مخطط المغرب الأخضر” الذي يهدف إلى تعزيز المؤهلات الفلاحية وجعل القطاع واحدا من محركات النمو للاقتصاد الوطني.
وفي هذا السياق، أوضح الدبلوماسي المغربي أن هذه الاستراتيجية تقوم على ركيزتين أساسيتين تتعلق أولاها بتطوير فلاحة عصرية ذات قيمة مضافة عالية وثانيها يتمثل في محاربة الفقر وتعزيز الفلاحة التضامنية عبر التحسين النوعي في الدخل الفلاحي للمزارعين الأكثر هشاشة وخاصة في المناطق القروية.
كما سلط الضوء على البرنامج الوطني لاقتصاد مياه السقي والذي يهدف إلى تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد المائية و زيادة الإنتاجية الفلاحية.
وأبرز بالمناسبة المؤهلات التي يتوفر عليها المغرب من حيث ارتباطه وولوجه للعديد من الأسواق عبر العالم وذلك بفضل الشبكة الواسعة من الاتفاقيات التفضيلية واتفاقيات التبادل الحر التي تمنحه إمكانية الولوج إلى أسواق تضم نحو مليار مستهلك، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بمجموعة من المؤهلات التي تجعل المغرب مهيأ ليكون بوابة البيرو نحو أسواق جديدة.
وفي إطار دينامية البحث عن فرص جديدة، أشاد السيد بلا بمشاركة البيرو، إلى جانب دول أخرى أعضاء في تحالف المحيط الهادي، في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، الذي سجل في نسخته الأخيرة رقما قياسيا بمشاركة 1230 عارضا ينتمون ل 66 دولة.
ومن جهته أشاد الوزير البيروفي بمشاركة بلاده في هذا الحدث الدولي الذي حقق نجاحا على جميع المستويات، مؤكدا عزم البيرو التوقيع على حضور أكبر في الدورة المقبلة لهذا المعرض الذي يجعل، برأيه، المغرب واحدا من الوجهات الرائدة في الفلاحة والصناعة الغذائية على المستويين القاري والدولي.
وأعرب وزير الفلاحة والري البيروفي عن اعجابه بالاستراتيجيات الفلاحية التي يعتمدها المغرب وكذا بسياسة المملكة في مجال السدود باعتبارها عنصرا مهيكلا لتدبير الموارد المائية أعطى أكله في مجال التخزين والتوسع وتعزيز مساحة الأراضي المسقية وأيضا في مجال الحد من خطر الفيضانات.
وبعد أن أشاد بالجهود المبذولة من قبل المغرب، قدم الوزير البيروفي لمحة عامة عن القطاع الفلاحي ببلاده، خاصة في ما يتعلق بالصادرات الزراعية، متوقفا عند الصعوبات التي واجهها القطاع إثر الفيضانات التي اجتاحت البيرو وكذا فترات الجفاف والصقيع التي تضرب حاليا بعض مناطق البلاد.
وشكل تعزيز التعاون الثنائي وتبادل الخبرات في مجال الفلاحة وخاصة في مجال الصحة النباتية، من بين محاور أخرى تناولتها مباحثات الجانبين اللذين اتفقا، بالخصوص، على إعطاء دفعة جديدة للتعاون المؤسساتي بين المعهد الوطني للبحث الزراعي والمعهد الوطني للابتكار الزراعي بالبيرو.